لا يمكن أن تتخيل معارضة في العالم بقدر انحطاط و سخافة و سطحية و سذاجة المعارضة الموريتانية. سطحي من المعارضة الآن سيقول : آه إذن أنت من الأغلبية ، ببساطة لأن عقليةهؤلاء و سياستهم لا تتجاوز هذا المستوى المنحط من التأويلات و الرصد.
منذ كم لم تسمعوا عن المنسقية ، لا بيان و لا موقف و لا متابعة بعد موسم النزول الماضي.
الآن و بعد فترة راحة تبدو جزافية يعطيها الساسة و الأحزاب لأنفسهم ، لا يمكن قراءتها في إطار استراتيجية و لا في إطار خطة عمل و لا برامج هو توقف يأتي هكذا صدفة يعقبه خروج يأتي صدفة يبحث دائما عن سبب ربما يكون الأسخف، فلا تستبعد مثلا أن يقولوا لأن كلبا مريضا مات في دار النعيم قررنا النزول للشارع. الآن هنالك الإنتخابات و مبادرة مسعود و تبدو أمواج مواتية لركوبها.
لن يجد جديد نفس الخطاب السطحي الهابط و الأصوات الباحة الغير مقنعة و عجزة الخمسينات المسيطرين على المشهد بآليات رجعية تقليدية تعتمد القبلية و الجهوية و الانتماءات الضيقة. نفس الشخوص الذي ملهم الفشل و ملتهم السياسة و اشتكاهم التسيس، ناس لا تتقدم خطوة للأمام نفس الخطاب و نفس اللغة و نفس الممارسة. مفاهيم مغلوطة حول معنى السياسة و الاحزاب و الديمقراطية ، فقط على طريقتنا التلقائية في البدو يديرون الأحزاب و يمارسون السياسية.
لا أعرف ماذا سيقولون و لا ماذا سيفعلون لكن بالتاكيد سنسمع : أرحــــــ ــــ ــــــل بصوت متقطع مثير للشفقة، و سنسمع الديكتاتورية و حكم العسكر والفساد و بعد السجع اللغوي السطحي من آخرين. و في النهاية لن يرحل النظام ، الذي يبدو أنه الان على علم تام بكيفية التعامل مع هذه الجرذان الموسمية التي تخرج يوما و تختفي شهرا. سيخرجون و يصرخون على عربة شاحنة من نوع "بورتشار" في ساحة بن عباس التي صارت هي الأخرى تشتكي من سطحيتهم و بعدها يعودون للبيوت و بعض المشوي الصباحي، و من وقت لآخر لوسيلة إعلامية أكثر سطحية يقول أحدهم : الديكتاتورية و رحيل النظام.
الأمرالمؤكد في المشهد الآن أن معارضتنا لا تستحق إلا اغلبيتنا و اغلبيتنا تليق بها معارضتنا.
و إلى اجل غير مسمى نكون في مجتمع سياسيا ناضجا بعيدا عن الرؤوس التي امالها الدهر و لا تريد الانزياح من المشهد الذي غطته بحركاتها الساذجة طيلة عقود، إلى أجل غير مسمى يعلن فيه الفشل رفضه المطلق للتعامل مع هؤلاء من جديد تبقى موريتانيا تنتظر من يكترث.
لا شباب يناير و لا فبراير و لا الحراك و لا الموات ، تنتظر شباب يخرج على النص و العرف القبلي ، يقلب الطاولة على وجوه كل هؤلاء . يأخذهم بلحاهم و أياديهم المرتعشة و خطواتهم المرتبكة و لغاتهم المكسرة و يحملهم بعيدا عن الخشبة و يوظب أشيائهم من الكواليس و يرسلهم لخيمة حولها قطيع إبل أو بقر أو واحة نخل في طرف من اطراف موريتانيا.
شباب لديه الآلات و يعرف كيف يستغلها ليبني دولته بعيدا عن هؤلاء فهؤلاء لا يبنون دولة و لا يقيمون مجتمعا صدقوني ............