و ما دام المجتمع يفكر بمنطق قبلي و تجد المثقف و الاكاديمي يفاخر بنسبه و حسبه و يتعمق فيه الانتماء له أكثر من الانتماء لوطن لا يرى انه قدم له شيئا. فهو يرى أن القبيلة هي التي علمته و توسطت له حتى حصل على شغل ثم واكبته حتى تم تعيينه في منصب ثم بدأت تقتص منه كلما قدمت له على مدى عمره. و هوا راضخ لهذا المنطق البائس.
ما وجدت القبيلة و عقلياتها لا مكان لديمقراطية و لا لحقوق و لا لحرية و لا لشيء. المكان فقط لشيوخ القبائل الذي يزورون البيوت مساء فيعين لهم و يوظف لهم و يرسل أبنائهم للدراسة في الخارج و و و و
قبل القفز هنا و هنا و محاكاة وقائع لا تمت لواقعنا بصلة من قبيلة ثورة أو أو ، دعونا ننطلق من واقعنا كدولة لا زالت تعيش عصر الدولة ما قبل مفهوم الدولة، حيث الكل يقوم على توزنات قبلية و جهوية ضيقة.
إن من يريد التغيير الحقيقي ليس ذلك الذي يرفع شعارات و يضع صورا و يكتب كلمات أقرب هي للمحاكاة من أن تكون حركة جدية للتغيير.
التغيير يبدأ من التخلص بشكل مطلقا من العقلية القبلية و الجهوية الضيقة. حين نتخلص منها سوف لن تكون هنالك عبودية و لا اعتداء على حقوق و سيجد كل ذي حق حقه بعيدا عن "الشيوخ و حساباتهم التي تتحكم حتى في المعطيات الاجتماعية"
بعد ذلك يمكن أن نتحدث عن دفاعنا عن حقوق الانسان و عن الديمقراطية و الحرية و المساواة و حتى القيم الانسانية ، فالمنطق القبلي فاقد للقيمة الانسانية التي هي أساس كل بناء ناجح.
منذ استقلال الدولة لليوم لم نشهد أي حدث إلا مستند على انتماء قبلي أو جهوي، لذلك لم نبرح مكاننا إطلاقا حتى التحركات الشبابية و حركات التغيير كانت تقوم على أساس قبلي و هو أمر لا زلنا نعيشه حتى اليوم.