عرف اليوم مواجهات بين جهات أمنية و بعض المتظاهرين من عمال الميناء من الحمالة. هذا و منذ فترة فإن الحمالة يحاولون إيجاد صيغة يدافعون بها عن حقوقهم كما يقولون، خاصة و أن حالات استغلال تجري في أوساطهم من طرف التجار و رجال السوق و المال، مستغلين قلة حيلتهم و كون العمل هذا هو بابهم الوحيد للرزق. في اطار محاولاتهم كانت هنالك ارهاصات سابقة لتأسيس نقابة لهم أواتحاد لهم خاصة أنهم يلعبون دورا كبيرا في ظل غياب المعدات و الآليات في الميناء و في المدن عموما.
و في ظل انشغال النقابات العمالية على كثرتها مؤخرا في قضايا شركات المعادن و النفط التي تعتبر أكثر فائدة من ناحية الرشاوي التي تقدمها و الوعود و غير ذلك مما تتقننه نقاباتنا العمالية ، ظل الحمالون ينادون بحقهم و ينتظرون اللحظة التي يجدون فيها إعلاما أو ساسة صالحين أو ناشطين يعرفون معنى النشاط و بأنه ليس كلمات متناثرة يبعثرونها على صفحات موريتانية أقرب ما تكون للعبثية.
ثم قرروا هم التحرك لحقوقهم. لأن انتظارهم كان شبه انتظار يائس.
مع هبتهم هبت المعارضة التي اعتادت ان تنام حتى تجد فرصة أو حدثا مهما كان صغيرا أو كبيرا لتركبه حتى ظهر عجوز خمسيني انحنى من كثر ما حمل من الكلغرامات ووضع. ثم خرج الحقوقيون "على استحياء" لمحاكاة ما يحصل في العالم غالبا، و هب الإعلام الهاوي فالتقطت صور من شباب يركضون و اخرى من دخان ربما هو دخان اسرة تطبخ على الفحم، ثم هب الناشطون و الناشطات الجانب الاخر من الوجه القبيح الذي أعطاه هذا الكشكول من سياسة القبيلة و اعلام الهواية و ناشطي العبث . و ركب الجميع هبة الحمالين. و كل ما كان ينقصهم أن تبعث الدولة إليهم بالأمن كم هي غبية دولتنا سطحية مثقفيها و سذاجة اعلامييها و غباء سياسييها.
ختاما للحمالين الحق في التظاهر و الرفض و الدفاع عن حقوقهم و الوقوف لها و سيقف كل اصحاب القضايا معهم لا رغبة في منحة و لا انتظارا للحظة ركوب سياسية. فيما سيصرخ الهواة و ساسة القبيلة تما كما فعلوا مع هبات و حراكات من قبل فيغتالو القضية العادلة و يدخلوها أسواق بوتقهم المقيتة.
و المرفوض بغض النظر عن كل شيء هو أن تواجه الدولة الحمالين بالعصي و القنابل و أن يحاول أي كان استغلال قضية الحمالين العادلين لاهداف سياسية أو غير ذلك ضيقة.