فصدق الخبير الذي قال: اليوم لم نعد بحاجة للحروب و الجيوش لإستعمار الشعوب، هنالك وسيلة أسهل هي البنك الدولي و صندوق النقد الدولي.... الهياكل التي مع غيرها لا تسمح لدول و شعوب جهدت و تعبت و عملت و تنتج أكثر من أمريكا و غيرها لا تسمح لها بان تكون في الصدارة لأن النظام العالمي و الذي أسس لنفسه مستخدما اتفاقيات و تواقيع و هيئات تقف عائقا أمامها.
إن حل فقر و بؤس و جهل افريقيا و اسيا و شعوبها ، و حل الدول التي نمت و تطورت و تبحث عن نفسها في عالم كهذا ، حلها الوحيد هو حل الأمم المتحدة و كل صناديقها و برامجها و الخروج عليها و تأسيس نظام يعتمد برامج و صناديق و هيئات لكن تعامل العالم و تكافح فقره و جوعه بطريقة مختلفة، ليست طريقة تكافح جوعك لتزيدك جوعا و تكافح فقرك لتزيدك فقرك فجوعك و فقرك ركن أساسي لتوازنها و استمراريتها. هل حلت هذه الهيئات و المنظمات أي شيء إلا أرقاما و تقارير لا تبت لواقع بصلة. و شعارات فارغة آخرها كذبة اهداف الألفية التي لا تعدو فرقعة لشغل عالم منشغل مغلوب على أمره.
إنها حقيقة تجعلنا أيضا لحين ملزمون بالتعامل مع هذا النظام و السير في تياره حتى و نحن على يقين بكذبه و خداعه و هدفه. يعرف الجميع أنه محكوم بإطار نظام يجعل كل شيء يبقى على ماهو عليه. لكنه نظام اصبح عاجزا. ليس هذا من باب التمني و لا من باب الرجاء بل من باب حقائق أصبحت بادية للعيان. قد يأخذ الأمر وقتا لكن الحقيقة المطلقة أن نظاما جاء على اعقاب سايكس بيكو و تبعات قسمتهما الضيزى ليس نظاما يضمن العدالة و التوازن بين الأمم و الشعوب بل نظام يفرض تفوق دول على أخرى و أمم على أخرى وفاء لحقبة استعمارية مقيتة.