إن تصوري ببساطة و استنادا على النقاشات العامة و الجانبية التي شاركت فيها مع المشاركين في المؤتمر الدولي للحوار و التطوع، تصوري هو كالآتي:
إن الشباب يتطوع في مبادرات و برامج من خلال تطبيق افكار يراها ضرورية و معينة للمجتمع و كفيلة بصناعة التغيير، تطوع الشباب و تنفيذه لتلك المبادرات و الافكار يقود لخلق مساحة التقاء و فضاء تشاركي تطبعه سمات الحوار الراقي ، و الحوار في كل شيء لأننا نحن حين نعرف المشكلة و أصلها وفرعها يأتي التفكير في كيفة حلها و هنا يأتي دور الحوار.
ثقافة الحوار، على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي، و خدمة لمفهوم التعايش السلمي يعتبر الحوار و قيمه قيمة لا غنى عنها، لكن قبل الحديث عن الحوار يأتي الحديث عن أرضية سليمة يتم فيها الحوار، تلك الارضية هي الفهم المتبادل و تقبل وجهة النظر الاخرى مبدئيا و تقبل الاخر في اختلافه و بعد ذلك يأتي الاستماع إليه، و ما دامت النزاعات المسلحة ، تصاعد العنصرية ، ضعف اللحمة الاجتماعية و غيرها تطبع بلدانا متفرقة من العالم تأتي أهمية التأسيس لثقافة حوار صلبة قائمة على فهم و تقبل الاخر في اختلافه و استيعاب خصوصياته الحضارية و الثقافية و الاجتماعية.
لترسيخ ثقافة الحوار، نبدأ بالاجيال الشابة و نستبعد كل انواع الخطابات الاقصائية او التمييزية على أي أساس عرقي ديني و غيره....
ثقافة التطوع، إن التطوع يوجد في مجتمع وصل مرحلة معينية من النضج، لكن التطوع على مستوى الافراد و التكتلات الشبابية لا حدود له و هو وحده الكفيل بالتغيير و التحسين لأن القائمين عليه قاموا به إيمانا به و مستعدون لاكماله. حين نتطوع في مجال تدريب الشباب ، رعاية الاطفال و خلق وعي عام حول المواطنة مثلا و في مبادرات لضمان تنمية مستديمة . بين الشباب يجب على قواد الكتل التطوعية في العالم ، الاتجاه الى مدارس الابتدائية الان و حيث يوجد الاطفال و اطلاق مشاريع تطوعية أولا لغرس ثقافة التطوع فيهم و ثانيا لتنفيذ بعض المشاريع المفيدة لهم
بالنسبة لي من أكبر المعوقات التي يواجهها المتطوعون و خاصة في العالم العربي، تجاهل مبادراتهم و أفكارهم و برامجهم على المستوى الرسمي ووضعها في اراج النسيان و الختم ببسمة خبيثة. فبدل ان تكون الجهة الرسمية عونا لك في عملك التطوع تتحول إلى عقبة عليه تجاوزها، كما تعتبر مشكلة التمويل مطروحة فما من آلية محددة و لا متفق عليه لتمويل الانشطة التطوعية. كما أن بعد المحلية و العالمية يجب استحضراه فالبلدان حسب تفاوت مستواها الاقتصادي تتفاوت طبيعة المشاكل التي يتعرضون لها.
صح لم يتح لي المشاركة في كل جلسات المؤتمر لأمور طارئة جدا ، أخذتني كليا من المؤتمر، لكن قبل الوصول كان فيه توافق مبدئي على تقديم نبذة عن بعض تجاربي في مجال التطوع و حضرتها و بعثها للجنة المنظمة و حتى آخر لحظة كنت في انتظار الجواب و لم يصل بعد.
و مع أن النشاط كان في قمة التنظيم مصحوبا بنشاطات ثقافية جميلة جدا فلن انسى الرقصة الفلكلورية و لا الطعام اللحجازي في ذلك البهو المملوء بوجوه عربية يفرحها أن تقري ضيفها، و لن أنسى أشبال السعودية من بنين و بنات و طريقته الحضارية تقدم تلك الصورة الناصعة الجميلة عن حيز جغرافي حوكم دوما بالمنطق النمطي الكاذب، كان على مستوى التواصل و التنظيم مع ملاحظات يسجل معظمها في كل نشاط من هذا القبيل، كالتأخر قليلا عن الوقت و لكن هذا أمر بسيط جدا.
ملاحظتي الأهم كون كل مسيري الجلسات لم يكونوا عربا إلا سيدة أو اثنيتين من السعودية، و الباقون كانوا أجانب، و قضية التفرقة هذه على هذا الأساس لا أعرف إن كان مصدرها اليونسكو أم المركز.
مجمل مداخلاتي ووجهات نظري حول موضوع الشباب و التطوع و الثقافة سأدرجها تباعا من خلال هذه الصفحة.