

المهم الجدل مؤخرا دائر حول لائحة هدد صحفي أسمه ولد احمد الهادي بأنها لديه حول صحافة موريتانيين يتلقون رواتب من الرئاسة و الجيش و الوزارة الأولى و غيرهم، نشر الصحفي الخبر طبعا بحرفية ليست قمة في الكمال، فكان الأولى أن تحتفظ بالخبر لنفسك لتجد سانحة اكثر مهنية و توازن تعلن فيها عنها، لكنها لعنات الفيس بوك ، ما فائدة مثلا أن تعلن على الفيس بوك ان لديك لائحة بصحفيين مرتزقين، و لديك ألف طريقة مهنية تعلن بها الخبر تكون أكثر قدرة على ضبط اللواحق و التبعات.
المهم أعلن الرجل الخبر و ما إن أعلنه حتى بادر أحدهم بنشر لائحة ضمنها أسماء ينظر إليها البعض على أنها قامات فارعة في الاعلام الوطني او لربما قامات فارعة في العمالة الوطنية المهم لا أحد يعرف. و فصل الناشر في الأمر. هل أنه استلم معلومات من السيد ولد أحمد الهادي ؟ أم أنه فقط استبق الأمر و أراد أن يثير تلك الزوبعة؟ أم هل كما ذهب البعض الأمر مدبر ، أمر مضحك حين نبدأ الحديث عن سيناريوهات مخططة و مدبرة في أرض السيبة المطلقة في الصحافة و السياسة.
أنا أريد أن انطلق من مسلمتين ، أولا الإعلام عندنا هل هو في مستوى يصل فيه مرحلة الاكتفاء الذاتي فتكون المؤسسات قادرة على دفع الرواتب و متابعة كل الأمور، أم هل تعبؤ مؤسساتنا أصلا بأعباء الراتب فهي تكتفي باستغلال بعض الملامح الشاحبة لشباب رمت به جامعة نواكشوط لصنع الشاي في أركان بيوت في عرفات و توجنين و دار النعيم.....
المهم أنا باختصار أظن أن إعلامنا و مصارد تمويله بين أثنين ، اعلام يؤيد الأغلبية و بالتأكيد "عارفة له شيئا" على الطريقة الموريتانية، و إعلام يدعم "المعارضة" و بالتأكيد هي عارفة له شيئا، و إعلام يصفق للقبيلة و موظفيها و مشاايخها و وجهائها و ولاياتها و هذا عارفة له "القبيلة " شيئا، و الثلاثة في النهاية سواء.
الأمر الآخر هو المجتمع الموريتاني لا يتذكر حكمه إلا حين تنقلب عليه، ألا يتردد "كرش ما فيها اعظام ما ترادس" لماذا قامت قائمة البعض و تذكر القانون و الدعاوي فيما الامر لم يتعد بعد كلمة نشرها واحد طائش أو آخر يحاول الاحتراف على غرار الجميع و خانته العبارة و الطريقة، ألا يمكن لأي كان في ظل هذه السماوات المفتوحة كتابة ما شاء و نشره دون اسم و دون معلومات، يمكنني انا الليلة ان أنشر لائحة جديدة و أطلب من صحفي أن يقول أن لديه لائحة فهل سترفع القضية و على من؟
الحقيقة في نهايتها ، نحن كلنا أبناء الخيام و متعارفون جدا، ففيهم من كان يتقاضى من معاوية ولد سيداحمد الطايع و فيهم من كان يتقاضى من آخرين ، في النهاية الثقافة الاعلامية السائدة هي أن الاعلامي يأخذ من رجل سيكتب عنه موضوعا جميلا لا أساس له من الصحفة او التصفيق وا لتطبيل لسياسي او وزير و الامر كله سيان، يعني الرعيل الأول من الاعلاميين لهم فلسفة إعلامية نعرفها جميعا، و الدعاوي و تلك الامور ضحك على الذقون، فأولا من يريد أن يبرأ هؤلاء ذمهمه أمامه فالجميع متفق أصلا على الأمر و لا يعنيه فمن لا يقبض من هذا يقبض من ذاك، و الرأي العام أصلا لا شأن له فهو مشغول هذه الأيام بحصص القبيلة في الانتخابات و مقدار الرضا الذي سيناله الوجهاء من الساسة و مقدار التقدير و زاوية الانحناء التي سيقدمها الساسة للوجهاء.
تطورات القضية وصلت أن بعض الصحافة قرر رفع قضية على الرجل ولد الهادي، و الأخير صرح بانه لا علاقة له باللائحة و أظن رفع الدعوى يليق بسطحيتنا القانونية و الاعلامية ، فهم سيرفعون قضية و الرجل سيقول أنه نعم صرح بان لديه لائحة لكنه ليس من اعلن تلك و لا علاقة له بها، فكيف سيثبت الامر، من ناحية اخرى قالوا : نريد له أن يفصح عن ما لديه، إن كان دقيقا فيما يقوله و يتمتع بمقدار من المصداقية مع اعلاناته، فإعلانها " راخي في الجماعة" كاملة .
إعلامنا ببساطة "الأ الله يحفظ" .......