كانت الساعة الثانية صباحا تقريبا حين وصلت إلى محطة المتروباص لأعود إلى مكان إقامتي بعد أن قضيت حوالي 4 ساعات في منطقة السلطان أيوب حيث يرقد جثمان أبوأيوب الأنصاري أتابع التحضيرات التي كانت جارية لشهر رمضان في المنطقة التي تعتبر ذات رمزية كبيرة و قيمة تاريخية أكبر.
وصلت المنطقة الساعة التاسعة تقريبا كان العمال يقومون على تثبيت شاشات بث عملاقة، و أعمدة كهربائية و كان التحضير باديا لبعض العروض و كانت العائلات تقبل جماعات و فرادى من كل حدب و صوب على ساحة جامع أيوب الذي امتلأ بالأضواء و ثبت بين منارتيه العملاقتين مكتوبا بالأضوان رمضان مبارك ، أهلا رمضان. بدا الجو روحانيا مريحا يعج بالحيوية و الأناقة من حيث الساحات المفتوحة الشاشات العملاقة الباعة المتجولون و الثابتون.
أذن لصلاة العشاء و كان الجامع قد امتلا و امتلات الساحات المحيطة به ، النساء و الرجال و الاطفال و الأضواء و السماء و الأصوات. مشهدا رائعا حيويا جميلا.
بعد صلاة العشاء بدأت صلاة التراويح لم ادخل في فعالياتها بداية لكوني تصورتها ستشبه صلاة ذالك الإمام في منطقة الزعتر التي تمتد لحوالي ساعتين إلى ثلاثة و كان علي العودة في ظرف حوالي ساعة قبل إغلاق المحطة. بعد ما لاحظت أن الإمام يقرأ فقط أيات من القرءان قصيرة جدا دخلت في الصلاة ، لكن لاحظت أيضا أن الإمام زاد على عشر ركعات المعروفة لدينا هنالك . و بدا و كأن عده يذهب للا نهاية. فانسحبت أيضا.
جربت شعور أولئك الذي يتفرجون على جموع المصلين في حركاتهم التي تبدو كإيقاع مع صوت القرآن و الإمام، فكان جبني عجوزين غربيين مأخوذين بالمشهد سألاني إلى متى سيستمر الأمر ، قلت لهم من فلسفتي الخاصة هذه تسمى التراويح ربما تستمر لحوالي عشرين ركعة في بعض الحالات و احيانا تكون عشرة. قلت ذلك لأن الرجل زاد على العشرة فهو يذهب للعشرين حتما حسب منطقي. كان شاب و حبيبته قريبين مني يعرض عليها الوشم الذي وضعه مؤخرا و يسألها عن رأيها فيه. و جربت شعور المصلين و الكاميرات و اضواءها فوقهم و عن جنبهم و الناس بتفرجون في صمت.
البرنامج المقرر كالتالي بعد التراويح يتحدث الناس يتبادلون التحايا ثم يبدأ العرض على المسرح الكبير و الشاشات التي كانت تنقل فعاليات التراويح لكن الغرض الاساسي منها هو مواكبة العرض ، ذهبت للكواليس فكان هنالك ممثلون في زي يناسب عرضهم الذي للأسف لم استطع انتظاره.
ما لفت انتباهي كيف أنهم في تركيا يريدون أن يجعلوا من رمضان و لياليه ليالي مفتوحة ممتعة مصبوغة بالمعطى التكنولوجي من حيث الإضاءات العروض التقنيات. كل شيء. نفس الأمر حصل في منطقة الفاتح و سلطان أحمد و مناطق أخرى.
و هذا المساء و لأول مرة في تاكسيم و في منطقة بيوغلو التي تعتبر مركزا سياحيا مهما يستقطب السياح من كل مكان تم تنظيم فطور جماعي حضره المئات و كان جوا حماسيا روحانيا جميلا.
كل عام و انتم بخير