مهرجان المنسقية او مسيرتها على الاصح، شهدت خطابات و مداخلات مختلفة من قادتها أكد على ضرورة رحيل عزيز، و نعته بالمفسد و وصف إدارته و حكومته بالفاشلة . يبدو حل الرحيل حلا توصل إليه متاخرا حيث كانت في المنسقيات جهات تطرح الإصلاح خيارا قبل الرحيل. إلا أن تلك الخيارات تدخلت فيها مؤخرا أحداث المعهد و الجامعية التي أثرت بشكل عميق في المعطي السياسي الموريتاني وتوازناته المرتبكة . خطاب حضره جمع غفير من المواطنين رغم تاكيد البعض منهم انه جاء دون المتوقع و إشارة آخرين إلى أن المحسوبين على حزب تواصل الإسلاميين كانوا هم أغلبية الحاضرين، و اكتسحوا الحضور حتى بدا أن المنسقية كيان أعرج دونهم.
في اليوم الموالي و في مهرجانه في نواذيبو وصف عزيز قادة المنسقية بالعجزة الثوار الجدد و ترددت عبارت من قبيل التهرب و الكذب و التضليل و نعت البعض بالتهرب من دفع فاتورات الكهرباء و الماء و قال ان ما تقوم به المعارضة هو رد على عملية محاربة الفساد التي شملتهم. و سرد بعض انجازاته و بعض أمور ينوي القيام بها، و في بوتقة من الأرقام و المعطيات اكد عزيز على قدرات البلد الاقتصادية و أصر على عملية مقارنة بين الارقام الاقتصادية و معطياتها بين عام 2006 و 2008 و 2010 أو 2011 و هي أعوام لها ميزاته في التاريخ الموريتاني الحديث بل والحديث جدا.
لعل المشترك بين المهرجانين انحطاط الخطاب السياسي في موريتانيا بل و حتى أنه وصل حد السذاخة و السخافة. فلا هؤلاء و لا أولئك عبروا من خلال خطاباتهم عن مستوى من النضج السياسي و الفكري و لا مستوى من وضوح الرؤية أو نوع من أي شيء يبشر على مستقبل موريتانيا في ظل الوجوه السياسية الحاضرة لا تلك في الاغلبية و لا تلك في المعارضة.
و يبدو أن حل موريتانيا و خلاصها ليس في رحيل عزيز ما دام رحيله سيأتي بوجه من هذه الوجوه التي شوهت السياسة و شوهها التسيس الذي لم تصل إلى أي مستوى فيه بعد.