البقية التي أخذت جوازاتها وقررت البقاء حاولت الدخول إلى
قاعة الركوب فرفض الشرطي بداعي أن ورقة الركوب منتهية الصلاحية فهي أعدت للأول من
يوليو و اليوم الثاني من يوليو، عادوا للمسؤول على العبور ، قال : أنها صالحة
للركوب و يمكن الدخول بها و اختلف الاثنان ثم في النهاية قرر مسؤول العبور أن يلقي
عنه المسؤولية قائلا أن لا سلطة له على الشرطي و أن الشرطي هو من يرفض، حينها لجات
الجماعة إلى مسؤول مراقبة الجوازات فقال أن الأمر هناك لا يعنيه ، عادت لمسؤول العبور قال : أن الأمر منوط
بالشرطي و الشرطي لا يناقش في الأمر و قال لهم الحل الوحيد أن تجلسوا هنا حتى 11
من صباح غد و حتى 11 هي فقط من أجل إعطاء تاريخ لأنها أمر غير مؤكد. و جلست
الجماعة و ضمنها امرأة مسنة و امرأة أخرى و امرأة مريضة مع أطفالها أصرت على عدم
المغادرة إلى الفندق مع حاجتها لذلك دون الجواز لكن في النهاية لم يكن لديها خيار
و هي واقفة و عاجزة عن الوقوف في آن معا فرضخت و ذهبت من غير جوازها إلى الفندق.
و ها نحن الآن نتسامر في مطار محمد الخامس كلاجئين أو
مهاجرين سريين لا أحد يسأل عن حالنا و لا عن مآلنا و لا سبب ما نحن فيه، إن دولة
تحترم ذاتها و سيادتها من الضروري جدا أن تقف و تنصر مواطنيها في مقام كهذا لهم كل
الحق فيه بمطالبهم. إن الشعوب ما خلقت لتحتقر و لا لتداس هكذا و الوطن و طن لأنه
يدافع عن مواطنيه و يضمن لهم حقوقهم و حمايتهم أينما كانوا و إلا فماهو بوطن. و قد
سمعت إذني أحد المسؤولين يقول : اذهبوا إلى إيبيريا هي افضل لكم....في تعبير عن
أننا نزعجهم و نزعج خطوطهم و ما إلى ذلك.
اكتب هذه الكلمات و أنا منزو قليلا عن جماعتي التي من ضمنها
امرأة ننظر إليها كوالدتنا، سألتها عن حالها قالت أنها تشعر بالصداع و فكرت جديا
بطريقة يمكنني بها أن أصب لها كأس شاي لكن الحقيقة أننا محجوزون إنها ليلة من
الحجز و الاعتقال في منطقة دولية لا سلطة و لاحكم عليها لأحد ، هل لإننا استخدمنا
الخطوط الملكية المغربية ندفع الثمن هكذا؟؟؟؟
الساعة الآن السادسة صباحا و اربعة عشر دقيقة و نحن هنا من
التاسعة ليلا، تسع ساعات من الجيئة و الذهاب بين مصلحة مراقبة الجوازات و مصلحة
العبور.....هل علينا أن نبحث عن مكان آخر نعبر منه ، نعم إن كانت ضريبة العبور
الحجز و الاحتقار. هل هي خدمة مجانية ؟ فماذا الذي يفرضها عليكم؟
إنني لا الوم المغرب بقدر ما ألوم موريتانيا و كيف تتابع و
تتعامل مع أبنائها.
أم هل أن الجماعة هذه هي التي ستدفع ثمن حقيقة أن مطار
نواكشوط لا يستوعب طائرة من ذلك الحجم؟ إن كان الأمر على ما ذكره المسؤولون هنا؟ و
لماذا أصلا يتم دمج رحلتين في رحلة واحدة؟ ألم يكن ذلك هو الخطأ الأكبر الذي ترتب
عليها كل هذا؟
تمنيت في هذه اللحظة لو أن عندي الانترنت لانشر هذه الكلمات
و أنا الذي لا أعرف أصلا أن أبوح و لا أقول إلا بالكلمات. لكن الانترنت هنالك في
قاعة الركوب حيث لا يمكنني الوصول حاليا لا أنا و لا الجماعة معي.........
عبد الله محمد عبد الرحمن
قاعة مراقبة الجوازات ، مطار محمد الخامس ، الدار البيضاء
فجر الثاني من يوليو الساعة السادسة و تسعة عشر دقيقة،
وحيدا مع عاملتي تنظيف و مسؤول القاعة يبدوا هنالك و هاتف يرن و ثلة من الشرطة.