Sunday, January 19, 2025

غزة ... انتصرت شاء من شاء و أبى من أبى ، سهل ان تكون مقاوما لكن يستحيل ان تكون مثل شعب غزة

 

اليوم الساعة الثامنة و النصف صباحا دخلت اتفاقية وقف اطلاق النار و التبادل بين اسرائيل و المقاومة حيز التنفيذ ، حيث يتم الانسحاب من غرة ووقف كل الاعمال العسكرية و السماح بالمساعدات للوصول الى غزة و اطلاق سراح بعض المئات من السجناء الفلسطينين مقابل اطلاق سراح حوالي 30 من الرهائن الاسرائيلية، ما بدأ الحديث عن الاتفاقية حتى بد القادة العرب كل من زاويته يحاول ان ينسب لنفسه جزء من الاتفاقية و كيف ضغط و ساهم و أثر و قاد إليها، فيما بدأ المثقفون و الاعلاميون العرب كالعادة ينشغلون بما لا يفيد ، هل انتصرت غزة و المقاومة أم أنهم خسروا، بعد الدخول في هذه التفاصيل هنالك 15 شهر من الابادة الجماعية على رؤوس الاشهاد و هنالك سقوط كامل لكل الاقنعة المزيفة و كل القوانين الدولية و محاكمها و مبادؤها ، فبات من الاكيد ان محكمة العدل الدولية انشأت فقط لمحاكمة البشير و رؤساء و حكام و قادة العالم الثالث لكن حين يصل الامر الى اسرائيل فإن امريكا تعلن مقاطعة المحكمة و حتى تهديدها بالهجوم عليها و اخراج المساجين عنوة ان حدث و صار. و الديمقراطية و حقوق الانسان و الحريات كلها شعارات فارغة اخترقت للسيطرة على العالم و النظام العالمي القائم هش أسسه قانون الغاب فالقوي يأكل الضعيف و المصالح فوق القانون و نظمه ، و لا توجد مكانيزما للمساءلة أو التصحيح أو الموائمة ، فما قالت امريكا و ما ارادت امريكا و من خلفها كبار الدول الاوربية التي هي مجرد كلاب لاهثة و قطط تحاول ان تبدو في شكل أسد حين يصل الموضوع الى مستعمراتها الافريقية مثلا و الاسيوية. خمسة عشر شهرا خلالها تم تدمير جزء من لبناء و حرق البشر و الحجر و الشجر في غزة و لم يسأل احد أو يتساءل. الان و خرف البيت الابيض يغادر ليهتم بصحته العقلية يأتي مجنون اليو أف سي ، يأتي دونالد ترامب و ما أدراك ما ترامب ، نحتاج غرينلاند و بانما و امريكا ، و اول عمل هو طرد كل المهاجرين غير الشرعيين من امريكا و ربما هو ايضا من اخبر نتنياهو انه لا وقت لديه له و عليه ان ينهي هذا البطش الذي يقوده وزراءه العنصريون الجهلة من سموتريتش الى بنغفير ، و اخبره ان لديه مواضيع اخرى اكثر اهمية و الحاح

Saturday, January 18, 2025

ليبر فيل مدينة التناقضات... اغنياء في اذهانهم مسروقون في واقعهم

 كانت هذه الزيارة الثانية لي لليبرفيل عاصمة دولة الغابون بعد زيارة اولى قصيرة رسمية مع الاتحاد الافريقي قبل حوالي خمسة عشر سنة ......

عمر بونغو الذي حكم البلاد لحوالي نصف قرن من الزمن نجح في طريقة واحدة وهي غسيل دماغ المواطن الغابوني ، ففي كل سنة يخرج على التلفزيون الرسمي و يخبره انه غني بخيراته و موارده و غرس هذه الفكرة في اذهانهم ، فصارت الاسعار الغالية بالنسبة لهم امر عادي لأنهم شعب غني ، ذهنيا 

لكن الحقيقة انه شعب مسروق على غرار كل شعوب افريقيا خامل ، فموارد الخشب فيه يسير عليها الصينيون و رغم خصبة الارض و صلاحها لكل انواع الزراعة فالدولة تستورد حتى المانغو و الافوكادو و كل شيء غذائي تقريبا من المواد المجاورة 

 دكاكين المواد الغذائية يسيطر عليها الموريتانيون 

عمال السياقة و النجارة و الحرفية اغلبهم ايفواريون و كامرونيون و غيرهم من دول غرب افريقيا الناطقة بالفرنسية 

الزراعة لا احد يهتم بها نهائيا مع انها دولة استوائية فيها امطار على مدار السنة تقريبا 

المعادن تستخرجها الشركات الفرنسية و لا علاقة للغابون بها و لا اظن انهم على علم اصلا بوجودها 

من ناحية السياحة بسبب المحيط الاطلسي و الانهار التي تخترق البلاد يمكن ان تكون منها جنة في الحضن البطن الخاصرة الافريقية الجميلة 

الباركات الطبيعية حيث الحيوانات البرية يسيطر عليها الانجليز و الفرنسيين و هم من يقوم بتسييرها 


دولة افريقية لها كل مقومات الجمال و النضج و الازدهار الاقتصادي لكنها مطحونة مقهورة مسيطر عليها من طرف الارث الاستعماري و الديكتاتورية المحلية 








































° 

Thursday, January 2, 2025

بوخارست ... مدينة الهوية الحمراء و المسحة السوفيتية

 ما اكتشفته مع نهايات عام 2024 هو أن المدن التي احببت اكثر و تعلقت بها اكثر هي تلك التي لها تاريخ مع الاتحاد السوفيتية و الحقبة





الاجتماعية ، فكلها مدن تجد لها تاريخا و هوية و تشعر احساس الرفض و العناد فيها، كما تجد شعوبها دافئة مائلة الى السعادة و الحب و الانفتاح مالم تكن من دولة مجاورة لهم معها تاريخ صراع حضاري او عرقي ، فكواحد قادم من اعماق الصحراء و من موريتانيا التي لا يعرف الكثيرون في هذا الحيز الجغرافي من العالم عنها، وحدتني في البارات مركز الاسئلة و الاستغراب و في المقاهي احاضر عن القارة الافريقية ، مع ان كل التخمينات تمضي في كوني مصري او مغربي او باكستاني او هندي و هذه جديدة علي قليلا، و مع صعوبة البعض في استيعاب كيف يكون افريقيا و لا يكون تماما اسمر البشرة حد السواد.

افتتحت راس هذه السنة في مدينة بوخارست ، عاصمة رومانيا ، هذا شعب يعرف كيف يرقص و كيف يفرح و كيف يغني يبدو الاقرب الى .الافارقة من ناحية حساسيته العميقة للحن و الموسيقى فقل ما يسمع سامع منهم لحنا الا و بدا يتمايل عليه، 

المدينة القديمة في بوخارست تعطيك فسيفساء ثقافية اجتماعية فنية من المباني القديمة ذات البالكونات الصغيرة الجميلة على حافة نهر  الدامبوفيتا، 

الازفة و الكنائس المبعثرة و المطاعم التي تستخدم بالونات مغلقة  لتمكن الزوار من الاستمتاع بالشارع و منظره دون ان يتجمدوا من برد المدينة القارس و هنالك قهوة فان غوخ التي كانت من اهم اهذاف زيارتي مع بالطبع حضور كيف تحتفل دولة اروبية متدينة نسبيا و متمسكة باصالتها و ثقافتها نسبيا ايضا كيف تحتفل براس السنة و كيف يبدو الكريستماس عند مجتمع كهذا، و كان كما توقعت طبعا احتفالات صاخبة و رقص  و ضجيج حتى السماء لكن تشعر ايضا بروح العائلة في اغلب الحاضرين في الاماكن العامة مع ان امكانية الاستمتاع براس السنة بشكل مختلف متاح ، لكن العائلة و ثقافتها تبدو مترسخة جدا في المجتمع.