
التلفزيون و الإخراج المخفق
بعد متابعة العرض على التلفزيون لاحظت كم كان الفشل ذريعا و الامتحان عسيرا وفوق طاقة الطاقم المريض، فبدل ان يعمل الإعلام في هذه المناسبات على تضخيم الصورة و إعطائها رونقا وحضورا هائلا ، لم ينجح التلفزيون في مجرد نقلها كما هي وبدل تضخيم العرض او نقله بصورته على الأقل قزم الإخراج الهزيل والفنية المنعدمة والصورة المرتبكة قزموا العرض و جعلوا يبدو لعبة هواة تصوير أما صورة اكبر من حجم عدستهم وعقولهم، فالسيد تقي الله ظن انه يغطي فعاليات عيد الاضحى مثلا في المسجد الجامع ووقف وقفته المعهودة مرتجلا بلغة أدبية لا تتناسب والموقف العسكري الحماسي، أما عن المصورين فحقيقة بدوا كمحارب تائه في الميدان لا يعرف مكان سلاحه و لا جهة صديقه من عدوه فكانواا و أسلاكهم يسيرون دون وجهة ويصورون بعشوائية صورا متداخلة مرتبكة ، و ما أثار فضولي و انتباهي الرجل الذين كان عند ملتقى الخطوط البيضاء على أرضية العرض ، ذلك المصور المسكين تعب جدا فقد كان ينحني يضجع يتمدد يميل لجانبه الأيمن ثم الأيسر كمن يمارس لعبة الشقلبة وتساءلت حقا عن الفنية والآلية التي كان يعتمدها في تلك اللحظة، وكان حقا مثيرا للخجل . وكانت الكاميرا التي مررت عليها قبل يومين من العرض مثبتة فوق المنصة الرسمية تماما والتي كان باص التلفزيون عن يمينها مشرع الأبواب، كانت هي الاوضح صورة ولو أنها صورة ثابتة إلا انه اتضح لنا أنهاكانت الأفضل ربما لأنها مثبتة على عمود حديد وليس كتف مصور هاو، كان الإخراج سخيفا لحد إرجاع الصورة إلى كاميرا في غفلةمن صاحبها فتظهر لك احيانا الأرضية و أحيانا صورة سريعة لا تميز فيها شيء ، وفي لحظة الإنزال مثلا بقيت الكاميرا في سياحة سماوية لمدة دقائق بحثا عن الطائرة التي سيهبط منها المظليون ، والتي لم تجدها إلا بعد ان تخلصت منهم. حقيقة كانت التلفزة عنصر سلبيا و مجحفا بحق العرض والحدث. ومواكبة للحدث لم تجد التلفزيون هذا العام غير أغان مسجلة حديثا في استديوهات أحد العازفين بإخراج دكان للكاست والدي في دي لا ترقى كلماتها ولا ألحانها لمستوى الحدث، فرحم الله ديمي بنت آبه حين تشدو : يا موريتان اعليك امبارك لستقلال.....
الشرطة فاشلة حتى يوم العيد
ما إن تقدمت الفرقة الأخيرة حتى انصبت الجماهير بعدها موجة بشرية هائلة ، والشرطة رغم حضورها الخفيف فالمعهود انه حين حضور الأسود تختفي الذئاب ،كانت تركض يمنة ويسرة هنالك مع الجماهير تماما كما كان يركض صحافتنا في الساحة المخصصة للعرض، لا يعرفون من اين يأتون الحدث ولا الصورة، كاميراتهم تلتقط احيانا الصورة معكوسة، فبعد ما خلقته الصحافة من ارتباك أمام المنصة الرسمية وهي التي لا تعرف إلا انه حين حضور الرئيس يجب التقاط صورته، ومع ذلك الكم من الكاميرات والصحافة لن تجد صورة مبدعة ولا مميزة و لا تقريرا يركز على جوانب جذابة في الحدث فقط كم دون نوعية. بعد هؤلاء كانت الجماهير قد بدأت تخرج عن السيطرة وهي لحظة بدا فيها الأنزعاج على وجه ولد غزواني ،لولا تدخل احد طاقم الحراسة الشخصية من خلال اتصال طلب فيه بإقامة الحواجز بإشارة يدوية كانت واضحة أثناء حديثه لولا ذلك لظننا أننا في ثورة وليس عرض عسكريا بهيجا. فشل التنظيم تمثل أيضا في الناس التي كانت تقطع الطريق يمنة ويسرة أمام العروض و هو امر أثار انزعاج البعض كالمظلي الاول الذي أبدى انزعاجه ، هذا إن لم يكن لانزعاجه صلة بعجزة عن الهبوط المثالي في المكان المثالي.
تم العرض العسكري ثم بدات التأويلات والتحليلات وهي امور مجبول عليها المحللون أن يخلقوا لكل شيء دلالة و إيحاء ببساطة لأنه إن لم يخلقوا سوف لن يكون لهم ما يعملون به، فربط البعض العرض بالقاعدة وهو أمر بديهي فاستعراض القوة موجه بالطبع للعدو ن وعدو موريتانيا الاول الآن القاعدة يعني تلميذ في الصف الثالث الإبتدائي يمكن ان يقول كلاما كهذا ، والحقيقة أن العرض العسكري واستعراض القوة هي أمور موجهة للعدو عموما، وفي ظرفية كهذه تعيش فيها موريتانيا لحظات توتر مع الجوار مهما كانت أسبابها أو تجلياتها فهو أمر مهم أن يطمئن المواطن على جيشه و امر يعيد بعض الثقة للجندي، ولو أنه لم يرق بعد إلى مصاف الجيوش العملاقة ، إلا أنه مع الإيمان بالحرية والكرامة وحب الوطن و مدفع كاتيوشا يمكن قهر الجيوش وخلق المعجزات، فكل عام والجيش الموريتاني بألف خير ومن قوة لقوة.....وعاش وطني وجنده و أرضه و أهله