Monday, April 28, 2014

مسيرة الحقوق للحراطين : لن نرمم التاريخ لكن يمكننا أن نصنع المستقبل


غدا تنطلق في العاصمة نواكشوط  مسيرة الحقوق السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للحراطين، هذه مسيرة حسب إيجاز صدر عن اللجنة الاعلامية لها هي تعبير عن الرفض لما سمته التهميش التي تعاني منه مكونات عدة من مكونات المجتمع خاصة الحراطين، و تهدف لتكريس قيم العدالة و المساواة بين جميع مكونات الشعب.
نعم إن العدالة و المساواة هي حق إنساني أساسي ليس فقط من حق الجميع التمتع به بل من واجبه الدفاع عنها، و إن كانت فئة الحراطين لفترة معينة عانت ظلما و اضطهادا و غبنا ترك مخلفات و آثار لا زالت هذه الشريحة التي تشكل مكونا أساسيا من مكونات المجتمع تعاني منه، فإن الوقت حان لأن تتوقف كل تلك الممارسات التي تقف عائقا في وجه تطور و تقدم المجتمع و الدولة و تراجع مفهوم المواطنة و الانتماء.
إن الحقيقة التي يجب الانطلاق منها أن ترميم التاريخ صعب و أحيانا يكون مستحيل لكن بإمكاننا دائما صناعة مستقبل مشرق واعد مزدهر يتمتع فيه الجميع على قدم المساواة بحقه الكامل في العيش الكريم و التمتع بكافة الحقوق التي تكفلها كل الشرائع و القوانين بعيدا عن أي ممارسة مخلة بأي حق من هذه الحقوق. بعيدا عن كل التجاذبات أيا كانت فإن العدالة و المساواة حق لا يختلف عليه إثنان، و لذلك أعين تأييدي و مساندتي للمسيرة و ذلك لإيماني بحق الجميع في المطالبة سلميا بحقوقه المشروعة أو جلب الانتباه إليها، و ما نحن إلا جزء من ذلك الجميع. إن الطرق السلمية القانونية العقلانية ليست هي فقط الانجع بل أيضا الأكثر تحضرا و التي تنم عن وعي.
فنعم من أجل مسيرة تضمن و تدافع عن حق الجميع في العدل والمساواة خصوصا الفئات المغبونة و المهمشة.
نعم لمسيرة 29 ابريل ... لنتذكر دائما أنه أمام استحالة ترميم التاريخ فهنالك دائما الفرصة لبناء مستقبل أروع و أنصع...
أدعوا الجميع للمشاركة دعما لقيم العدالة و المساواة في المجتمع ....

Thursday, April 10, 2014

قانون الميمات الثلاثة ....(قانون مجتمع المعلومات)

مند أسبوع تقريبا بدأ الحديث عن نية الحكومة الموريتانية عرض قانون يحمل إسم قانون مجتمع المعلومات على البرلمان للتصويت عليه. و من ساعتها قامت قائمة الاعلاميين و المدونين خاصة أن موريتانيا تمر بفترة انفجار تدويني جعلت منها "بلاد المليون مدون" بدل المليون شاعر.
من حينها و أنا أحاول الحصول على نص القانون و قرائته و الإطلاع عليه و حاولت الاتصال بمهتمين و ضالعين في المجال من مختصين و من ضمنهم الحقوقية بنت انجيان التي اكدت هي الأخرى أنها لازالت تنتظر الحصول على القانون و قرائته. لتعرف حيثياته، مرد الأمر هنا هو أن نشير ببساطة إلى وضعية الإعلام عندنا التي لا تزال مهترئة رغم الكم الانفجاري الهائل في مجال الاعلام الدي شهدته الساحة مؤخرا فظهرت وسائل إعلام جديدة ، ربما تمت مناقشة الموضوع على وسائل إعلامنا لكن اعلامنا المكتوب انشغل بردو د الفعل عن الفعل نفسه ما جعلنا عالقين غير قادرين على التوصل بالنص.
القانون ينتظر أن يقدم للتصويت عليه هدا الاسبوع و قام مجموعة من المدونين بحملة كبيرة ضده، ما توصلت به من معلومات من وسائل اعلام اجنبية كموضوع نشر في موقع مركز الجزيرة للحرية الاعلام و موقع القدس العربي ، كان معلومات مائعة مكررة تركز على نقطتين فقط سأوردهما في هده التدوينة فما ورد في موقع مركز الجزيرة متضح أن مصدره معارض هاجم دون أن يعطينا أي معلومات وافية و لا حتى ناقصة حول النص و ملحقاته، و الدي ورد في القدس العربي يبدو أن صاحبه سمى القانون بقانون يحكم الجريمة الالكترونية في موريتانيا و بين هدا و داك ننتظر نص القانون من إعلامنا المحترم نحن البعيدون من بلاد المليون شاعر و مدون و اعلامي لحد الآن.
وصلتني رسائل من متابعين و مهتمين يسألون حول القانون و التصويت عليه، و لم أكن في المكان المناسب لأجيب عن كل أسئلتهم خاصة و أنهم مهتمين بالتفاصيل و عن مصادر رصد و هو أمر ينقصنا جدا في ظل حالة الميوعة التدوينية و الحركة الاعلامية الغير مؤطرة و المائعة حتى الضياع.

لوضع القضية في سياقها، في الفترة الأخيرة تلاحقت مجموعة من الاحداث ، شكلت تحديا و هزة قوية للمجتمع ، بدات ببث بعض الشباب فيديو كليبات ظهرت فيها موريتانيات بدون الزي الموريتاني الرسمي  ، تواصلت مع مقال وصف بالمسيء للرسول صلى الله عليه و سلم و مع حرق لبعض الكتب الفقهية أقدم عليه شباب آخرون أو شيوخ و انتهى الامر بهبة نشاط كبيرة رافقت ما سمي بتمزيق المصحف الشريف في احد المساجد في العاصمة ، و الدي حصل أنه مع كل حدث كانت شوارع العاصمة و غيرها من المدن تمتلؤ بالمحتجين و المتظاهرين لحماية المقدسات كما قالوا و القيم و الدفاع عنها و ناعتين الدولة بالتقصير في واجبها من هده الناحية و صل الأمر حد تأسيس كيانات و تكتلات احيانا للدفاع عن القيم و احيانا الدفاع عن الاخلاق و المجتمع و احيانا الدفاع عن الرسول و احيانا الدفاع عن الله حتى في استمرار لحالة العبثية المعاشة في البلد.  وجدت الدولة في هدا ربما فرصة لتمرير قانون كهدا و نفس أولئك الدين كانوا ينادون بضرورة تدخل الدولة لحماية القيم و الاخلاق و هي امور حتى غير متعارف عليها فما يبدو لهدا قيم يبدو لي أنا مثلا حقا في التعبير، نفس أولئك هم الدين يركضون اليوم أيضا محتجين...
حق و حرية التعبير شيء مقدس لا نسمح لا لسلطات و لا لناشطين بالمساس به تحت أي مبرر أي كان. لكن يجب وضع الاشكالية في نطاقها و هو ان موريتانيا الان تعيش حالة وضع الحد بين ما يعتبر حرية في التعبير و ما يعتبر قيما و أخلاقا و ثوابت و هي حالة عرفتها الدول كلها و المجتمعات.
في اخر رد للحكومة على نعتها بالسعي للتضييق على الحريات قالت أن القانون يتكون من شقين : قانون توجيهي و شق يتعلق بحماية ممتلكات الاخرين مؤكدة أن الأمر لن يكون على حساب حرية التعبير.

و من المواد التي اطلعت عليها في القانون و التي نشرت في كل من موقع مركز الدوحة و جريدة القدس و التي أثارت جدلا كبيرا حول القانون :

 ‘معاقبة كل من ينفي عن قصد، أو يثبت، أو يبرر أعمالا تمثل إبادة، أو جرائم ضد الإنسانية، بواسطة نظام معلوماتي، أو أي منظومة تقنية أخرى، يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سبع سنوات، وبغرامة مالية تتراوح بين مليون و6 ملايين أوقية’، (1 دولار 300 أوقية تقريبا). 
 ‘معاقبة كل من يستمر في إرسال رسائل نصية أو صور أو أصوات أوفي أي شكل إلكتروني، من خلال نظام معلوماتي للبث العام، أو بأية منظومة تقنية أخرى، رغم إنذار شفوي، أو مكتوب موجّه له بالتوقف عن ذلك، بالحبس من ستة أشهر، إلى خمس سنوات وبغرامة مالية من 500 ألف اوقية إلى 5 ملايين أوقية، أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط’

Sunday, April 6, 2014

هل جنى الشباب العربي ثمار الربيع العربي؟


في الواقع كانت الرحلة الأخيرة التي قمت بها إلى تونس فقط أيام بعد عودتي من المغرب معبأة بكثير من الأشياء التي تلتقي أحيانا في نقاط ما و تختلف أحيانا في نقاط أخرى.
على هامش الغرض الأساسي من الرحلة و لحظة وصولي للفندق وجدت السيد : عبدالرحيم فقراء صحفي قناة الجزيرة في البهو صافحته في عجالة و بادرت لحجز غرفتي، ليلحق بي ذلك الأمريكي ذي اللكنة الأوروبية الواضحة و الذي يتحدث بفرنسية مقبولة لحد بعيد، بادرني اهلا بك عبدالله من موريتانيا، اتضح لاحقا أن الشخص مشارك في ترتيبات السفر و الاقامة كواحد من طاقم البنك الدولي الشريك الرسمي للنشاط. و نحن نتحدث الحديث البروتوكولي الأول كيف تعلمت الفرنسية و ماشاء الله فرنسيتك جميلة و

من أين أتيت أنت و ماذا تدرس و ماذا تعمل و تلك الأمور. كان رجلا طيبا هادئا على بينة من عمله وواجباته طبعا. بادرني بالحدث عن نقاش على طريقة المناظرة ستجري يوم غد حول الربيع العربي و سيتم تسجيلها و أشار إلى ان مشاركتي و الحديث عن النموذج الموريتاني أو عن رؤيتي للشباب العربي كمطلع على القضية و مهتم بها ان مشاركة من ذلك القبيل ستكون مهمة . بدأت حينها أفكر فظهر ان دمجا من نوع ما حصل بين النشاطين.



و أثناء متابعتي لما حصل تبين أن فترة سبقت تم خلالها إعداد المتناظرين لا أدري هل إعداد أفكارهم و تفكيرهم أو إعدادهم فنيا و نفسيا و شرح طريقة البرنامج لهم أم هما معا. المهم تركت الأمر هنالك مع أني لم ارتح للعنوان ، لم ارتح للبحث عن ثمار ربيع لم يفت عليه أكثر من سنين ثلاثة عجاف بائسة.  التقيت نفس الرجل مرات على الهامش و كنا دائما نتبادل حديثا جميلا شيقا.
اليوم الثاني و بعد جولة قصيرة في المدينة و زيارة لجامع الزيتونة حيث انتهر ذلك الرجل صديقاتي و اخرين و طلب إلينا أن نذهب لتعلم ديننا لا اعرف لأي سبب فقط طردنا من بهو حائط الجامع، و انا أعرف في اسطنبول أنه حتى غير المسلمين يمكنهم الدخول داخل الجامع الأزرق. في تصرف غير لائق و منحط طلب ذلك الرجل إلينا مغادرة ساحة تبعد أمتارا عن الجامع نفسه و ركز على طلبه ذلك بخصوص ضرورة أن نتعلم ديننا كنت حينها على ثقة بامر واحد أن رصيدي المعرفي في الدين لن يكون دون رصيده.

دخلنا دار الأصرم العريقة التي بدت الأضواء فيها باهتة و جميلة و كان الاستوديو معدا و فريق يعمل على قدم و سابق لإعداد المكان و تبين لي لاحقا أن البث لن يكون مباشرا و ما لم يتبين لي هو هل سيبث و هل هو تابع لقناة أصلا فقبل التسجيل كنا نتحدث مرة عن الجزيرة و اخرى عن البي بي سي و لم يكن حضور لأي من أولئك هنا.
تحضيرات البث التلفزيوني شاقة لكن يفهم ذلك حين يكون البث مباشرا أما مع التسجيل و كل ذلك الوقت و التوتر بدا الأمر قليلا زائدا على الغرض. جلسنا و بدا عبدالرحيم فقراء في قراءة مقدمة للمناظرة و فسر طريقتها. و كنت قد اخذت مكاني على طرف لأخذ رؤية واضحة من الموضوع ، أنا رجل في كل مكان يحب ان يكون في الطرف لأنه الزاوية التي تعطي الرؤية الأكبر.


كان عراقي و يمنية في الجانب الذي يقول بأن الربيع العربي لم يجن الشباب ثماره، و كان مصري و تونسي في الجانب الذي يقول بأن ثمار الربيع العربي جنيت. و كان المشترك بين الاثنين أن الحديث مائع غير محدد ، هذا يتحدث عن احصائيات البطالة التي بدا أن البنك الدولي كان مركزا عليها، و هذا يتحدث عن حقوق المراة و مشاركة الشباب و الطفل و لا أدري ماذا أيضا، و تلك تتحدث عن الاوضاع السياسية و كان الجميع تائها لحد ما في عموميات يتقنها العرب. بالنسبة لي و بصراحة بدا لي الأمر في مرحلة ما كمسرحيات و برامج حوارية كنا ندرب عليها تلاميذ الاعدادية نقدمها في نهاية العام الدراسي بحيث نختار موضوع و نقرر لهؤلاء ان يكونوا مع و لأولئك أن يكونوا ضد.

مع ذلك برزت نقاط ربما مهمة لكن حين خرجت لم اجد معي جوابا للسؤال ماذا جنى من الربيع العربي ، فما أظنه ثمرة حقيقة للربيع العربي لم يتم الحديث عنه و غيره مما ربما يظنه الاخرون و غائب عني لم استطع أن اجده من خلال المناظرة.
في مداخلتي القصيرة ، بدأت : أنا لا أظن أن شيئا جني أم لم يجن . لأنه ببساطة ليست هنالك ثمار أصلا.
ما قصدته أن الحديث بعد ثلاث سنوات عن ثمار للربيع العربي لحركة ينتظر أن تكون ثورة و فاصلة تاريخية تضح حدا لممارسات و عقليات استبدت بالانسان العربي لعقود، حراك من هذا القبيل حين نسأل عن ثماره و نستعجلها بهذا الشكل فنحن نقطع الخطوة الأولى في سبيل وأده في مهده. هي عقود و أجيال لابد أن تبذل ليمكننا بعد ذلك أن نتحدث عن ثمار. سيمضي جيل و جيل و على كل جيل العمل على اطفال الجيل القادم حتى تكتمل موازين و ضرورات الثورة. إننا حين نظن أن الثورة هي فقط حراك في المساء و شعوب متطورة مزدهرة صباح اليوم الثاني فنحن سذج و بعيدون جدا عن صناعة التغيير التي نريدها.
ثم في النهاية بدا أن المتناظرين متفقين في مجمل النقاط، ببساطة لأن السؤال البداية كان يفترض أن يكون : ماذا ينتظر من حراك كالربيع العربي في فترة 3 سنوات . ما الثمار التي كانت لتتوقع ؟
تواصل النقاش و اختتم .. و في طريق العودة إلى الباص في اظقة مدينة عريقة لا يمكن للسيارة أن تدخل منها، كنت صحبة السيد عبدالرحيم فقراء ، هو رجل مراكشي حضر دكتواره في دراسات الابرتايد، و تحدثنا عن موريتانيا و المغرب المشتركات و تحدث عن تجربة له في تمبكتو و كيف في العالم العربي الجانب الافريقي من الثقافة الثري و المهم كجزء من الهوية كيف هو مغمور و متجاهل.
و عدت أفكر في ربيعنا الذي لم نمنح حتى فرصة لتسميته فسمي لنا و قدم لنا مفهوم تسميته و نحن صناعه على ما نظن على الأقل.

Saturday, April 5, 2014

مؤسسة "لاتي" - نموذج للمقاولة الشابة / من هنا قد تحارب افريقيا البطالة

أثناء زيارتي مؤخرا لتونس للمشاركة في احد الملتقيات التحضيرية لتأسيس بلاتفورم للشباب العربي يستجيب لمستجدات المرحلة و تحولاتها في العالم العربي، و في فواصل زمنية مسائية اتيحت لي فرصة التعرف على شاب موريتاني ، اخترق عالم المقاولات بثقة و على رؤية. الشاب الذي تابع دراساته في مجال المقاولة و الاتصال. و دونما تأخير عمل على وضع المكتسبات النظرية  و التطبيقية قيد التنفيذ من خلال تأسيسه مؤسسة "لاتي" التي تنشط في مجالات مختلفة. لا شك للتجربة جوانب و حيثيات لم يسمح الوقت بالوقوف عليها، فالشاب الذي هو في مقتبل عمره و يدير العمل حاليا من تونس العاصمة مع ارتكاز معظم اعماله في موريتانيا، لا شك له قصة إحباط لربما أو تحديات وقت الوصول إلى البلد الأم. لكن الجميل ان نعرف أن نستمر و نتجاوز العثرة و نمتلك الخطة باء دائما، التي ظهر انها كانت دائما حاضرة مع الشاب محمد الامين خليل.
نعم ربما أتيح للشاب خليل ما لم يتح لغيره من الشباب، لكن شبابا كثيرين متاح لهم اكثر مماهو متاح له لم يقدموا و لم يتجرؤوا على السوق بكل خيوطها كجراته هو. لم ينتظر برامج الدولة لتشغيل الشباب و لا ينتظر وظيفة حال الكثير من الشباب الموريتاني الذي لا يرى فرصة للغمل في غير الدولة و الوظيفة العمومية.
يعتبر محمد الامين مثالا يحتذى به ليس فقط للشباب الموريتاني بل الشباب الافريقي و العربي الذي لديه قدرات و مؤهلات هائلة يتركها حبيسة الانتظار إلى أن تندثر، فقط لأنه لم يعط فرصة للجانب الأخير و يفكر في غير الدولة و الحكومة ليخلق فرصه، ليس فقط هو بل قد يكون السبب في خلق فرص كثيرة أخرى لآخرين. إن المقاولة الشابة هي الحل الأمثل في عالمنا العربي و الافريقي الذي لا يحسن فيه الشباب شيئا كما يحسنون انتظار الدولة و توظيفاتها و الهجوم عليها .
يعمل السيد خليل في طاقم شاب مشبع بالارادة و شغف الابداع خاصة في مجال حيوي كالاتصال و المعلومات و التقنيات . يعمل هذا الطاقم على مشاريع جد طموحة و غير تقليدية، في غفلة من اعلام متصارع في فراغ سياسة و ساسة فارغين. بداية من مجلة "موريسكوب" ذات التصميم البسيط و المحتوى الثري التي اطلعت ذات مساء في حي من احياء تونس على نسخة منها على عجل، مرورا بتصميم المواقع و الشعارات و العمل على مشروع موقع اجتماعي رائد يكون خاصا بموريتانيا بميزات تحمل ليس فقط الهوية و الثقافة بل تفاصيل الحياة اليومية مع ادماج عبارات حسانية من قبيل "يوكي " و "وني" و غيرها الموقع الذي يحمل الكثير من ميزات الموقع الاجتماعي فيس بوك مع اضافات تبدو جلية تحدث عنها الشباب يعتبر فكرة رائدة لازالت تحت التنقيح و التنفيذ مع ان الموقع اطلق بنسخة "بيتا". لربما بدا البعض الحديث عن قدرة الموقع على المنافسة، لكن ربما ما نسيه البعض أن كل المنافسات تبدأ بخطوة و أن الأمر بالنسبة لموريتانيا يتعدى بعد المنافسة فهو بعد هوية و ذات و تقديم لموريتانيا و شبابها ليس فقط كمستهلكين في عالم اتصال و تقنية متوحش بل متفاعلين و مطورين و قادرين على إبداء الرأي ووضع البصمة. "مؤسسة " لاتي" التي اخذني الفضول لأعرف سبب تسميتها ذلك الإسم لأكتشف انه يتعلق بتعلق الشاب باخته الصغيرة، تعمل في مجالات متعلقة بالتصميم من تصميم المواقع و الشعارات إلى جانب من المؤسسة يشتغل على إدارة الفعاليات و الانشطة بطريقة تستجيب للمعايير المتعارف عليها فنيا من معدات و إضاءات، إضافة للجانب المتعلق بنشر مجلة دورية بمحتوى يبقى قدر الامكان بعيدا عن السياسة مركزا على الثقافة و التكنولوجيا ...
تعتبر مؤسسة "لاتي" تجربة مهمة نقف من خلالها على جانب محوري و مفصلي فيما يتعلق بمحاربة بطالة الشباب و ضرورة تدعيم المشاريع الشابة start up  كعامل ضروري في العملية.
الموقع الاجتماعي             rimsociallife.net
موقع الشركة               : lati-entreprise.com
موقع المجلة : mauriscoop.net

Tuesday, April 1, 2014

من يوميات "ثائر شاب" - ربيع بين الحلم و الشؤم

إن مراحل التاريخ الفاصلة لا تأتي وليدة لحظة، فهي مسار من النضال و الوعي و التضحية، فمن يفكر في الربيع العربي كمرحلة تاريخية فاصلة أو على الأقل كبداية لها، مرحلة ينتهي فيها عصر الكبت والقمع و الحزب الواحد و الرئيس الأوحد الذي من قصره إلى قبره، من ينظر إلى الربيع العربي كذلك، فعليه أن يصبر و يعطيه وقته الكافي للمخاض و الميلاد و النضج، وقت قد يكون بعمر أجيال و قد يكون بعمر حقب.
إن كل الثورات و الحراك الذي غير وجه التاريخ أخذ وقته الكافي، فمجرى التاريخ عصي على أن يغير بين عشية و ضحاها، إن يتغير رويدا رويدا. لكن ليس الجميع قادر على ذلك إنه جيل يهب نفسه للمهمة.
ليس الوقت مناسبا بعد لنسأل هل آتى الربيع أكله؟ السؤال المنطقي هو هل حراكات الربيع و الشباب في طريقها لتؤتي أكلها ربما بعد عشر سنوات أو عشرين أو خمسين حتى. يبدأ الأمر بالتأسيس لجيل واع بمفاهيم و متطلبات الحقبة الجديدة التي يصبوا إليها الإنسان العربي. و يبدأ ذلك من المدارس من العقلية من الوعي. هناك حيث على الجميع التركيز ليزرع ثورته و ينضجها و يغير التاريخ.


.... يتواصل "يوميات ثائر شاب" 

Thursday, March 27, 2014

الحقوقية فاطمة بنت انجيان عن المجتمع المدني و الحراك الشبابي الافتراضي و أشياء أخرى - الجزأ الثالث

كان هذا دائما على هامش ذلك اللقاء السريع الذي جمعني بالسيدة بنت انجيان في الرباط  قبل أن تختطفني طائرة الخطوط التركية إلى المدينة العذبة.......


 أخذنا الحديث حتى حالة الميوعة و توزيع الالقاب الجزافي الذي يغرف فيه الوطن بنخبته و إعلامه، فصرنا كلنا كتابا و لا كتاب في المكتبة و كلنا صحافة و محققين و لا صحافة أصلا و كلنا رياضيين محترفين و لا اندية و كلنا فنانين و كلنا موسيقيين و كلنا دكاترة و كلنا باحثين و كلنا و كلنا و كلنا و الادهى و الامر انه ليس فقط الكاتب بل الكاتب الكبير. و الاعلامي الفذ النافذ و الرسام العبقري و كل هؤلاء لا يعرف عنهم من في موريتانيا أصلا فكيف بمن يقبع خلف غبار مساحة مطار نواكشوط الدولي الرمادية. و كلنا مواقع اخبارية و لا موقع واحد لا يثير الخجل و كلنا ناشطين  و مدونين. لا الإثنتان تثيران الضحك و الاستغراب اكثر من كل شيء، هل تعرف الآن على الشاشات فقط فلان مدون و مدون دخلت على الخط في وقت كان فيه لقب "الناشط " يحتل الصدارة .

المشكلة التي أشارت إليها السيدة بنت انجيان انطلاقا حتى من بعض التجارب التي عاشتها، هي الميوعة و توزيع الالقاب جزافا و عدم الاكتفاء بتخصص أو مهارة يركز عليها الشخص و ينتج فيها و يبدع، فهي مثلا تقدم نفسها كحقوقية كمجال اختصاص و نشاط و اهتمام و ترفض ما تسميه التطفل على أي تخصص لا صلة لها به إعلاما كان أو أدبا أو غيره. و هذا حقيقة هو ما ينقصنا في مجتمع الفوضى و العبثية، أن يسأل كل واحد نفسه من هو أًصلا  هل هو كاتب هل هو راقص هل هو هاو هل هو رسام ؟ هل هو ناقد؟ هل هو سياسي ؟ هل هو اقتصادي؟ هل هو باحث؟ هل هو ناشط مجتمع مدني؟ و هل و هل؟؟؟؟ لكن المشكلة أن كل واحد يريد أن يكون كل هؤلاء في وقت واحد.
تذكرت هنا جمعية كنت دائما أمر على مقرها في دار النعيم إسمها لا يصدق جمعية كذا لمكافحة الفقر و الحفاظ على البيئة و مكافحة السل و السيدا و الثقافة و التطوير و التنمية و و و و. لا أبالغ كان إسمها نصا فقرة مستحكمة. هذا بالضبط هو حال قومنا. والواحد يقدم هذا على أنه ميزة و إبداع لكن حين تذهب لتعرف كم الكتب المنشورة للكاتب لا تجد حين تبحث عن كم اللوحات للرسام لا تجد عن عدد مسرحيات المسرحي العظيمة لا تجد عن انجازات الصحفي العظيم الكبير لا تجد عن الناقد الجليل لا تجد... و الكل يتشابك في عبثية في تلك الفيافي الممتدة من ام اقرين شمالا الى نهر السينغال جنوبا، لا يعرف رأسه من قدميه.
فضاع الصحفي في محاولاته ليكون مسرحي و ضاع المصور في محاولاته ليكون صحفي و ضاع الباحث في محاولته ليكون سياسي و ضاع الاقتصاد في دهاليز النشاط المدني ......
قد يسأل البعض ما مرد هذا. مرده ان الشباب كان حين يغادر جامعة نواكشوط بتخصص مائع لا يعني شيئا لسوق العمل ، يجد الحل الوحيد في أن يحاول وضع يد و رجل في كل شيء فيضع يدا في الصحافة وواحدة في الثقافة و رجلا في الفن و رجل اخرى في المجتمع المدني و يضع أنفا في السياسة و أذنا الاقتصاد و التجارة و يبدأ يتقدم بهذا الكم الهائل الذي سيتساقط على أمل أن يصل بواحد على الأقل و في حالات كثيرة يصل دون شيء من هذا كله و يبقى ضائعا يقدم نفسه على انه فنان و صحفي و كاتب و ناشط و مدون و محلل و مبرمج و مصمم و وووووو
ثم في النهاية تطرقت معي السيدة لفلسفتها في التدوين و هي فلسفة أوافقها الرأي فيها، قالت ببساطة: أن التدوين بالنسبة لها ردة فعل آنية على أحداث معينة، بعيدا عن ما يفعله البعض من نشر نصوص عصماء مرتبكة و مربكة.
هنا تذكرت أولئك الكتاب و الادباء و الصحفيون الذي جعلوا من الفيس بوك الجريدة و الموقع و دار النشر و كلية متعددة الاختصاصات لتخريج الطلاب و منحهم شهادات.

ثم خلصنا بعد ذلك لموضوع فتاة تعلمت و نهلت من أبيها قولا و فعلا... و في صور مختصرة معبأة بكل مشاعر الصدق قدمت لي شخصية رجل احترمته دوما و سأحترمه أبدا لأشياء كثيرة لعل أبسطها كونه ربى شخصا بقيمة الحقوقية السيدة بنت انجيان


..... يتواصل 

Wednesday, March 26, 2014

لقاء عبدالله بالحقوقية بنت انجيان / لقاء الرئيس بالشباب - الجزأ الثاني


في حديث سريع حول لقاء الشباب، تبادرت الفكرة، كان معظم الحاضرين ممن صموا أذاننا بصراخهم في الفيس بوك و غيره، و كان نارا تلظى على الوضع، لكن تفاجأنا بهم و كأن عملية غسل دماغ تمت ، كانوا بصدد قراءة بعض الشعر الهندي هم أيضا، فجأة تراءى لهم السيد عزيز و كأنه النبي المنظر و الرئيس الذي انتظروه سنين. أنا لم أتابع اللقاء لكن تابعت لقظات سريعة فيها بعض متقني فن التصفيق.
من وجهة نظري الإشكالية تكمن في غياب التاطير الذاتي حتى، فالذين يدونون انكبوا فقط على الصفحات المفتوحة و دون أن يسألوا أو يراجعوا انفسهم و دون أن تكون لديهم فلسفتهم المعينة للتأثير و صناعة التغيير بدأوا يسبحون بعبثية في تيار افتراضي بلا هدف. لذلك حين وضعوا في الامتحان فشلوا فشلا ذريعا حين وضعوا امام الواقع لم ينقذهم عبث الافتراض. بنت انجيان هادئة لتأخذ نفسا و تردف أن ما فاجأها الحديث عن مواضيع يمكن الحديث عنها مع مدير مصلحة أو مع اي كان و لفت انتباهها أيضا أن يؤكد المنظمون أن الشباب تم اختيارهم على أفكارهم و مشاريعهم و أنهم نخبة النخبة و في النهاية يحصل أمر من ذلك القبيل و يتحدث في مواضيع. ما تؤكده لك بنت انجيان دائما هو احترامها للجميع الحاضرين ، لكن تفاجأت من نقاش بعض المواضيع التي لا تبدو أولوية امام رئيس الجمهورية.
تذكرت أنا الدجاج الفاسد و محاكمات التاريخ، " يا الللللللله" . هكذا تحدثك بنت انجيان عن القصة:
قال أحدهم : إن التاريخ إن التاريخ إن التاريخ سيحاكمكم.
رفع الرئيس أذنيه فلربما لديه حساسية مفرطة فيما يتعلق بالمحاكمات إن لم يكن خوفا من شيء معين فببساطة بسبب الحس العسكري. خاف ولد عبد العزيز قليلا لربما.
فأردف السيد: إن لم تترشحوا لفترة ثانية.
الحقيقة البسيطة أن كل ناشطينا و مناضلينا و كتابنا و خبرائنا و محللينا و دكاترنا و كل تلك الالقاب التي تلقى جزافا، كلهم ظهروا بارتباك اطفال المدارس الابتدائية أمام المدير، و بدأوا يكررون بعض العبارات التي أقل ما يقال عنها أنها ساذجة و سطحية. و مناقشة مواضيع لا تبدوا ذات أولوية. لو كنت رئيس الجمهورية حقيقة لقاطعتهم و قلت لهم : نحن أتينا لنحل مشاكل أمة ليس لمناقشة دجاج و بيض و الكل يتحدث عن مؤهله العلمي .
كان يكفي لو وقف أحدهم : شكرا السيد الرئيس. في هذا المجال نعاني من و من و من ومن ...
و انتم و حكومتكم فعلتم كذا و كذا و كذا و أنا أقترح كذا و كذا و كذا باختصار ، و الامر الأخر الذي لا أفهمه لماذا الجميع يصر على أن يتحدث بالفصحاء ، ذلك مجرد تجل من تجليات حالة الارتباك ، و كأن عزيز يفهم في العربية اكثر من الحسانية.
الخلاصة هنا أن بنت انجيان تقاسمت معي فكرة أن المشكلة هي الهوة بين الافتراض و كل ما يعج به و الواقع و ما نحتاجه هي انشطة واقعية.لقد اصبحت لنا دولة و حكومات و مجتمع مدني و و و و و على الفيس بوك نحن منشغلون بها عن الدولة في الواقع و مشاكلها و الدليل أننا حين نزلنا لمشاكل الدولة أمام رئيسها وجدنا أنفسنا ضائعين في عبارات "اتهيدين"
الدرس الأول الذي تستخلصه هو أن النشاط و التغيير ثقافة و فلسفة ليس فقط عبث أفتراضي، كم حصل من "لايك" و "تعليق" على تدوينة كذا و كذا لكن ماذا حصل امام الرئيس؟ لا شيء.
نحتاج لنردم تلك الهوة، و نعمل على تأطير و تنظيم هذا العبث الافتراضي لنوجهه لصالح الدولة و المجتمع، وتجلس قنواتنا تبحث عن صنيعة العبث الافتراضي و تدخل على الخط هي الأخرى و لانها لم تجد شيئا في الواقع تنشغل بمعالجات و متابعات و مقابلات الافتراض و الافتراضيين.

عرجنا على مبادرة 4 دجمبر، التي تبدو بالنسبة لي درسا بسيطا، نعم في البداية أردتها أن تكون مبادرة أمة نلتقي في اطارها كل الساسة و الفاعلين أغلبية و معارضة ببساطة لأني لا أرى فرقا بين الإثنين و فلسفاتهم السياسية، أردت أن يلتقي الشباب نخبرة الاغلبية و المعاهدة و المعارضة و المنسقية و غيرها فردا فردا و تقديم صورة سياسية واضحة من نتاج فكر شاب ثاقب مؤمن بالوطن و قضاياه. لكن لا يعني ذلك أني لا احترم للقائمين عليها توجيهها فقط للمعارضة. نعم تقدمت نخبة و التقت اطرافا في صناعة السياسة الوطنية و قدموا وجهة نظرهم. و خلصوا للنتائج التي تمنوها. ثم أعلنوا حل المبادرة. تقول فاطمة أن أحدهم طلب إليهم أن لا يحلوا المبادرة و يواصلوا العمل فيها. فردت لماذا؟ هي كانت لهدف و تم تحقيقه و انتهى الأمر.

أخبرك لماذا يسألها؟ لأن المبادرات عندنا ببساطة دائما ما تكون استراتيجيات استرزاقية، يبدأ أحدهم مبادرة ليبيعها لاحقا لافرق لديه للأغلبية أو المعارضة أو يبقى يصرخ فيها صراخا غير منطقي و لا موضوع لهدف آخر.

لقاء عبدالله بالحقوقية بنت انجيان / لقاء الرئيس بالشباب - الجزأ الاول

التقيت مساء الاثنين الماضي بالعاصمة المغربية الرباط، السيدة الحقوقية فاطمة بنت انجيان، بعد فترة كنت أتابع فيها عن قرب نشاطاتها و تعاطيها مع الأحداث الجارية في موريتانيا ، تجدر الإشارة إلى أن السيدة بنت انجيان هي بنت ولد انجيان الذي لا يزال غموض يلف حدث رحيله عن عالمنا خلال الانقلاب العسكري الأخير.
بالنسبة لي بدا أن لقائي بها يخطف الأضواء أضوائي أنا على الأقل من لقاء الرئيس بالشباب، ببساطة لأنه في مرحلة ما بدا لي أن ما ناقشناه كان أكثر جدية و فائدة من الدجاج الفاسد و محاكمات التاريخ التي ستحاكم عزيز إن لم يترشح ثانية. في ذلك الوقت القصير الذي استرقته قبل أن تدق ساعة الرحيل، وجدتني أمام سيدة تعلمت دوما أن تدافع عن قناعاتها ذلك ببساطة ما يعلمك إياه أب عرف بالاتزان و المهنية و كان قدوة حقيقة للعسكري الوطني المتميز، فما عرفته من كل الأجيال التي حدثتني عن الرجل أنه كان رجلا في قمة الاستقامة و كان مثالا حقيقا.
هذه سيدة كبرت في بيئة لم تعلمها يوما أن هنالك أبيض و أسود و عرق عن عرق، كان تتغدى في اسرة من هذا العرق و تتعشى مع هذا و تفرح بفرح الاثنين. في مرحلة لاحقة وجدت نفسها أمام واقع مختلف يملي ان دولة موريتانيا دولة تعيش حالة خطيرة من الاستقطاب العرقي، حينها أيضا بدأت تدافع عن قناعاتها في انها دولة واحدة و شعب واحد، حين خرجت للسياسية ببساطة من يريد  إدراك الامور بعمق ، وجدت نفسها أمام حالات شعب يقاسي و يئن و حين تحدث عن قصة ذلك المنتخب المحلي الذي وجدته و اسرته يعانيان قلة الحيلة و الضعف و أكد دونما ما مجال للشك أنه بالطبع سيصوت للحزب الحاكم: قاطعت الكثيرين من الحاضرين و فاجأتهم لم يستحضروا أنها بنة عسكري يؤمن بالقناعة و القيم و الوطن أكثر من ولاءات حزب أو معطيات سياسة، قالت له: لو كنت مكانك لما صوتت له ، ولماذا أفعل؟
و توقفت و طالبت أن يتم تحويل النشاط إلى نشاط للاطلاع على أوضاع الشعب بدل أن يكون حملة. حينها كانت فاطمة بنت انجيان ولن أقول الناشطة لآن ذلك مصطلح استهلكه الغوغائيون كثيرا، حينها كانت القناعات تكبر و تتشكل و تتعمق، تتذكر أحداث إينال بألم و هي التي عملت على رسالة تخرج بالخصوص، و لكن لا تخفي أن حالات مبالغات لفت الموضوع لاحقا،
بتلقائية مطلقة و هدوء تقدم لك السيدة بنت انجيان دروسا نحتاجها في وطن القناعات المائعة و ميوعة القناعات أو بطريقة أخرى في وطن قل ما يتحرك فيه متحرك بقناعة. لم تكن بنت انجيان بحاجة لأن تكون ناشطة في المجتمع المدني كما يحتاجها الكثير و يلجؤون إليها لأسباب مختلفة، لكنها كانت اقتنعت ان عليها لعب دورها كمواطنة من النخبة المثقفة. فاخذت تصارع بقناعتها أيضا في مجتمع مدني ضائع مائع لا يفهم نفسه و لا يفهمه أحدا أصلا.
تعطيك بنت انجيان في عجالة قصص ملهمة قصيرة، رائعة العناوين.

-      تتابعون في الاجزاء القادمة : النشاط الافتراضي و التغيير في الواقع في الشباب الموريتاني و قراءة سريعة للقاء الشباب، و مشكل الوحدة الوطنية و إشكالية الميوعة في الالقاب فتجد الكاتب اللاعب الناقد الأدبي المهندس المعماري و هو شخص واحد. و غيره مما تحدثت فيه مع الناشطة فاطمة بنت انجيان.


صعب ان يرحل المعلم و القدوة و المثال فكيف إذا كان هو أيضا الأب، و الأصعب أن يكون الراحل حاضرا في تفاصيل وطن و أمة و الأكثر صعوبة أن تكون مع كل ذلك لا تزال تحتفظ ببعض الأسئلة العالقة . لكن الجميل أن يترك أحدهم شخصا و يتأكد أن سيدافع عن كل القيم الرائعة و النبيلة التي علمه إياها يوما
..... يتواصل . 

Sunday, March 16, 2014

ثلاثي اللقاء: عزيز و الشباب و الأمل

عبدالله أحمدمحمود
كاتب إعلامي – اسطنبول

تابعت مساء يوم ماضي حلقة من برنامج على التلفزيون الوطني يستضيف بعض الأشخاص من العاملين على التحضير و تنظيم للقاء الرئيس ولد عبدالعزيز مع الشباب.  ما ركز عليه المتحدثون هنالك هو أن اللقاء هو لقاء غير تقليدي،  و أنه مفتوح للشباب للتعبير فيه عن آرائه و للقاء القاعدة الشابة الصانعة للتغيير و القمة.
أول ما أعلن اللقاء و قدم موقعه الإلكتروني حيث يمكن للراغبين في المشاركة ملأ استمارات الكترونية، بدأ التعليقات و كانت في مجملها سلبية، تنظر للقاء كفكرة جديدة للمتاجرة بالشباب و استغلالهم و لذر الرماد في العيون و لا تعدو مجرد لعبة. هدات الأمور في بدايتها و لم ينل اللقاء اهتماما كبيرا في الوسط خاصة الشبابي الناشط. هي الثقافة السياسية السائدة في مجتمع وجد نفسه في لحظة ما مضطرا لأن يبتلع ثقافة سياسية ما في مرحلة واحدة تماما كما ابتلع المدنية و ابتلعته. دون نظر إلى أي تفاصيل و لا متعلقات من ناحية آليات ووسائل و الطريقة التي سيتم تسيير العملية بها. بحالة عدمية سطحية بدأت التعليقات الرافضة للأمر في شكله. و هذا جزء لا يتجزأ من ثقافة مترسخة في الوعي السياسي حتى النخبوي منه.
فثنائية المعارضة و الأغلبية التي عرفها البلد منذ الإستقلال ظلت دائما قائمة على ضرب كل ما يقوم على الجانب الآخر في الصفر. و من الأسباب هي ان الانتماء السياسي قائم على أسس قبلية و جهوية و عائلية بعيدة عن المنطق السياسي المنضبط و الناضج. ثم بعد انفجار الكتروني و حركة النشاط و التدوين و المرحلة التحولية التي يشهدها البلد من حالة المليون شاعر للمليون موقع الكتروني و المليون ناشط. هذه الجزء من الثقافة السياسية المنتشرة و التي مع الأسف بدل أن يتضاعف إيماننا بأن تلك حالة ستزول مع جيل ننتظر بقارق الصبر زواله عن المشهد السياسي الموريتاني الذي جثم عليه طيلة عقود من الزمن. بدل ذلك فإن نفس الثقافة انتقلت إلى الجيل الجديد من الناشطين وا لسياسيين الذين ينتظر أنهم يحملون الامل الجديد في سياسة وطنية تخبطت منذ ظهورها في غياهب و "سكمارات" القبيلة. إن الدولة لن تقطع خطوة واحدة للأمام كما هو حاصل مادام بالنسبة للمعارضة لا شيء من الأغلبية ياتي يستحق غير الرفض و بالنسبة للأغلبية لا شيء يأتي من المعارضة يستحق. و يظل وطن الإنتظار بين الإثنين يعدم كل لاحق ما قام به سابق من خربشات دون النظر إن كان فيها ما يفيد على قلته.
أنحصرت الانتقادات الموجهة للقاء، في نقطة التاريخ و كونه جزء لا يتجزأ من حملة الرئيس الانتخابية، و تساءل النقاد لماذا الآن بالضبط و لماذا لم ينظم سابقا ، و تساءلوا أيضا عن النتائج و متابعة توصيات قادمة صدرت من منتديات التعليم و لقاءات أخرى مختلفة لم يتم تنفيذ أي شيء منها قائلين أن نفس الأمر سينطبق على هذا اللقاء الذي حمل إسم "أنتم الأمل" الذي يبدو في حقيقته شعارا مكررا ساذجا و على رأي الكاتب السابق الذي قال أن عبارة "You are the future " هي ضحك على عقول الشباب كونها حقيقة مطلقة تمليها طبيعة الحياة. لكن ما يحتاجه الشباب هو خطوات تعينه على تشكيل ملامح هذه المستقبل. قد لا أتفق مع بعض جزئيات اللقاء كهذه التسمية مثلا التي تبدو تقليدية جدا على عكس ما أخبر به مسؤول الاعلام و قومه في ذلك المساء التلفزيوني رمادي غامض الألوان. لكن أيضا لا أتفق مع منتقدي اللقاء في أشياء تبدو لي أكثر. فكون اللقاء يدخل في إطار الحملة الانتخابية ، أظن ان الأمر مشروع لحدما ، و النقطة هنا هي في التعامل معه للوصول به إلى نهاية خاصة و أننا لا نملك الآن أي دليل على أن المختارين هم فقط من الأغلبية و لا انهم من جهة معينة او توجه معين. لماذا هذه الأحكام المسبقة الساذجة التي لا تدخل في المعطى السياسي بتجاذباته و استراتيجياته في شيء. إن رفض اللقاء لمبرر كهذا لا يعدو كونه حالة تجلي بسيطة لحالة القصور الوعي التي انتقلت وراثيا من الجيل الذي لا يزال يرفض أنه يكون سابقا إلى الجيل الحالي. إن الهدف من المعارضة و الاغلبية أصلا هو منافسة ايجابية تخدم الصالح العام للمواطن. و اللقاء على كل سقطاته المتوقعة و التي يتفنن البعض في رسم خطوطها، هو الآن يتبع أسلوبا و برنامجا سليما قائما على صفحة الكترونية مفتوحة للجميع خاصة و أننا جميعا أصبحنا ناشطين، و لا أرى لمقاطعته من مبرر فبدل أن تصرخ على الصفحات و الشوارع و غيرها و التي هي صرخات الهدف منها فقط من المفترض أن يكون وصولها للأغلبية و المعارضة و غيرهما من اجل التغيير و تحسين الواقع بدل ذلك هذه فرصة تقف فيها مباشرة أمام أحد المعنيين و تصرخ في وجهه بكل انتقاداتك و مآخذك على كل المسار الديمقراطي و التنموي للبلد. لا أرى مبررا من أي نوع يجعل الواحد يرفض أن يوصل رسالته ووجهة نظره بشكل مباشر و امام الرأي العام كله. حين يحصل إقصاء أو تقمع او ترفض فكرتك او وجهة نظرك تلك هي الساعة التي يشرع لك فيها الرفض و الاحتجاج. و المقاطعة لا تكون حلا خاصة في دولة لا زالت في خطوات الأولى لما تستوي بعد. إذن حين نتجاوز نقطة أن اللقاء يدخل في إطار الحملة الانتخابية للرئيس الحالي، و التي حتى و إن كانت فيبقى أيضا دخولك فيها و رفضك و تعليقك و رأيك مهما فيها لإقحامها و توضيح كل مساوئها. حين نتجاوز هذه ماذا يبقى من المآخذ؟ يبدو هذا سؤال قد يقود لتفكير منطقي.
بالنسبة لي ببساطة، مهما كثرت سلبيات اللقاء فإن الحالة الاجتماعية و الاعلامية و الثقافية و السياسية بكل خصوصياتها تجعل لقاء من هذا القبيل في قمة الأهمية. خاصة في ظل حالة انفتاح ترفض الوصاية على تفكير أي شخص او وجهة نظره. و حين نفكر بمنطقية بعيدا عن هواية الرقص في الطرقات و عبادة كهنوت القبيلة و توجهاتها التي لا تعبؤ ببلد  و لا وطن نجد أن اللقاء حتى و لو كان ليوم واحد و انتهى و لم تتابع توصياته و لا توجيهاته يبقى مهما، لأنه شكل نقطة يمكن أن تصرخ انت فيها و انا في وجه الرئيس رافضين بعض السياسات و مقترحين بعض الحلول و ناظرين بموضوعية يمليها الوعي الثقافي و السياسي لخدمة البلد.
و بإمكان القائمين على هذا اللقاء ليس فقط استهلاكه محليا و الأخذ به كأساس حقيقي لإشراك حقيق و جاد و فعال للشباب في المسار التنموي للبلد، إن كانوا جادين حقا في الأمر، لكن جديتهم هي أمر يحكم عليه لاحقا. مادام ليس هنالك ما يخسر حاليا. فضلا عن ذلك هذا لقاء إذا ما نجحت الدولة الموريتانية في تسويقه إقليميا و محليا فهو رائد من نوعه فكرة و جميل أن يصاحبها تنفيذ لائق. خاصة و ان موريتانيا الان رئيس للاتحاد الافريقي و الحراك الافريقي الشاب الآن في أوجه. فبه قد تقدم موريتانيا مثلا آخر يحتذى في سبيل التعاطي مع المعطى الأفريقي الصامت، و يحتذى كخطوة فعالة في صناعة تغيير حقيق أساسه الشباب و أفكراه و رؤاه التي تتماشى مع الواقع و انتظارات المستقبل بشكل ربما أنضج جدا و على الأقل تثير نقاط قد تتناسها أجيال افريقية  من القادة عبدت دوما الكراسي و العمولات و الاستماع لإملاءات المستعمر. ربما تفتح موريتانيا عصر الإستماع للقاعدة الشعبية الشابة و استخدامها كقوة داخلية قادرة على ان تهزم كل الاستراتيجيات و الضغوط الخارجية.
لقاء الشباب كفكرة و كرؤية خطوة تستحق الإشادة، كل ما تحتاجه أن يتوقف الضائعون بين السياسة ومتطلباتها و النشاط  و مهنيته و يفكروا بمهنية و موضوعية و نضج يضع صالح البلد فوق كل اعتبار. و اظن أن الشباب الموريتاني اليوم وصل مرحلة نضج كفيلة بان تجعله يعرف كيف يلعب اللعبة السياسية بحنكة مع الجميع أغلبية و معارضه، فيعرف كيف يستغل أنشطتهم بدل أن يسمح لهم بإستغلاله فيها. مادمنا نحن الأمل و المستقبل فاللعبة السياسة هي لعبتنا ليست فقط لعبة شيوخ المعارضة و الأغلبية. و ما دمنا طرفا في هذه اللعبة فالطريقة الأفضل للعبها ليس باعتزالها فذلك فقط يتيح لهم مساحة أكبر للتصرف و يربك أكثر و يبطؤ خطوات وطن بالكاد يخطو و لا يعرف أصلا إن كان يخطو إلى الأمام أو إلى الخلف. إذن فليدخل الشباب هناك و ليلعب بكل نضجه فتخاريف الأجيال السياسية المعمرة لم تعد قابلة للحياة لكنها تحتاج جيلا يلعب اللعبة بطريقة مختلفة ليس جيلا يستخدم وسائلهم هم التي يعرفونها جيدا ليهزمهم بها لأن ذلك مستحيل فتلك وسائل خبروها لعقود. اما الشباب كجيل جديد فهو محظوظ لان لديه وسائل أكثر و أسهل و أقدر و لا أدل على ذلك من "النشاط"... إذن لندخل و نلعب معهم اللعبة بنضج يخدم مصلحة الوطن بعيدا عن كل تلك التجاذبات الضيقة التي حكمت و تحكم عقولنا و تفكيرنا و نشاطنا.


Saturday, March 15, 2014

جلسة وطنية - ولد منصور

بعيدا عن كل شيء، أظن أن شخصية كولد منصور على مراوغاتها و أشيائها و على ما حدثتني به بعض الصديقات من عرفات قديما حين كان حينها هنالك، رغم عدم اعترافي بوجود ساسة و لا سياسة في بلد الميوعة المطلقة و العبثية، رغم كل ذلك، أظن شخصية كولد منصور بحضورها الإعلامي و طرحها المتماسك مع الهفوات التي يستشفها مطلع على حيثيات و استراتيجيات التوجه الايديولوجي السياسي و السياسي الايديولوجي خصوصا الايديولوجية العقدية الدينية، رغم كل ذلك إلا أنه شخصية سياسة يحق لي كمواطن بسيط أن أفخر بوجودها في ساحتنا السياسة، و اعترف بحقه الكامل في استخدام كل الوسائل المتاحة لديه من مراوغات و استخدام للغة و الدلالات  و حتى تطويع لكل شيء، فهو كسياسي من حقه استخدام كل تلك الوسائل. و على منافسيه من سياسيين و مثقفين أن يحترموا قيم المنافسة، و يتوقفوا عن النعت بالصفات المائعة. فساحتنا ببساطة إن كان فيها ما يمكن وصفه بحزب أو سياسي هو هذا الحزب و بعض رجالاته مع تحفظي على لغة محمد غلام خصوصا في خرجاته العامة و الاعلامية لأني ببساطة أرى فيها هبوطا و انحطاطا يسيء للغة الرجل و طرحه. فهو ببساطة يستخدم أحيانا عبارات و تعبيرات في قمة الهبوط.
ربما يقفز بعض أشبال القبيلة و أطفال الناشطين الأن و ينعتونني بتواصلي كما قفز آخرون و نعتوني بالعزيزي، لكن من هنا اطل من نافذتي على دولة الميوعة و سياسيي و ناشطي التيه ، و الراكضين على هوامش صفحات الافتراض في عبثية تثير الاشمئزاز، لا يعنيني كثيرا مما ثرثراتهم الغبية.
الحزب الاسلامي في موريتانيا بعيدا عن مراوغات الرجل ، هو حزب اسلامي اخواني ، يتفنن بإتقان في استخدام اللغة و الدين و تطويعها لطرحه السياسي. هذه حقيقة لكن الحقيقة الاخرى هو أنه حزب منظم له قاعدة شعبية و شابة خصوصا نشطة، و له صلات اقليمية مع تياره الاخواني.
في برنامج جلسة وطنية، واضح أن الرجل كان على مستوى الاسئلة ببساطة بل و حتى أقحم و أفحم و أربك المقدمين ، مع ان حضور صاحب الكرفتة كان جميلا و كان تفاعله لابأس به، في ظل " استاتو" المقدم الثاني الغير جيد من ناحية طريقة الجلسة و نبرة اللغة و النشاط في الطرح ، حيث يبدو كشخص لم يشرب قهوة من يومين و في حاجة للنوم أو ليركن إلى أريكة يضجع عليها بكسل.
عالج البرنامج : رأي الحزب في الشريعة و الحكم بالشريعة ، فرد الرجل موضحا أن الحدود تقام فقط بعد أن يقام حكم شرعي متوافر الشروط كلها بعدها يأتي الحديث عن الحدود، رفض الرجل نعت الحزب بالاخواني مع التأكيد على علاقات مميزة مع الاحزاب التي تتبنى الاسلام كمرجعية، بالنسبة لقضية الحدود ظل الرجل في الاطار العام....قضية الشريعة و تطبيقها عرفت تقديم الرجل الأمر في شكله العام رافضا الحديث مثلا عن فرض الزي أو غلق النوادي اللليلة مؤكدا ان الأخيرة يجب أن تغلق الآن حتى.
ثم بدأ تكرارا الأغنية مجتمع محافظ و مجتمع متدين............

Thursday, March 6, 2014

إن صح حرق المصحف ...فأختيار ذلك المسجد كان مركزيا ..

مع أننا لازلنا نتايع ارهاصات بعض الهواة التي تتجاذب قصص أصحاب التاكسي و بائعات الكسكس في شوارع نواكشوط، فكل يحدث عن قصته و اخر ما كان ينقصنا أن يلعبوا لنا دور المحقق "واتسون" أو محقق آخر و تجد بعضهم يقدم أسقاطات و مسافات و الباب الأمامي و الباب الخلفي و معزاة في الشارع الكبيرة و سيارة تنطلق من الشارع الصغير و بين العشاء و المغرب و طفل صغير و كانت سيارة رباعية الدفع و خماسية المحركات و هذا و ذاك ، و تجد احدهم يصور ويقول من هنا و عين المكان و أذن الحدث . و بين كل هذا لا تجد شيئا مقنعا على الإطلاق و لا حتى على طريق الإقناع تشبه قصصهم تماما قصة الضابط الماضي في حادثة الرصاصة مع إضافة صغيرة تتعلق برتوش الهواة من حيث رسم السيناريو و الصورة.
بعد أن أستدعي إمام المسجد أنا طالبت بقضية واحدة أن لا يقدم لنا الإمام على شاشة التلفزة الوطنية تماما كما قدم لنا ذاك الضابط تلك المرة.
يعني في غياب مطلق عن أي خبر موثوق ، أحدهم يحقق و يؤكد حرق المصحف و آخر يحقق و يؤكد قصة المعزاة و آخر يؤكد قصة تلامذة المحظرة و إمام يقدم الأمر على انه أمر طبيعي في كل محاظر البلد فمصاحفها كلها مهترئة من دون اغلفة و ممزقة. في غياب كل ذلك . من حقي أن أقدم روايتي:
لنفترض أن المصحف حرق، حينها و من المؤكد أول ما سيقفز لأذهانيا من هو عدو موريتانيا من هو عدو المجتمع ؟ في صالح من أن تثور ثائرة المجتمع فيحرق و يحرق . و سأخبر لاحقا بأنه كان من المفترض أن لا نلبي له رغبته فنستنكر طبعا و لا نحتاج للنزول للشارع فبديهي ان موريتانيا من أقصاها لاقصاها تستنكر و ترفض و تطالب بمعاقبة الجناة. لماذا؟
بالنسبة لي لن يصل بولد داداه حبه للرئاسة و كرهه لعزيز أن يحرق المصحف و لن يصل بولد منصور و لا بولد مولود و لا بفبراير و حركته و لا اليسار و مشكلته مع الإسلاميين ، لن يصل بأي منهم الأمر ان تقفز إلى ذهنه فكرة الذهاب لجامع قابع حتى رواده يجدون صعوبة في العثور عليه أحيانا و يتم حرق المصحف و تمزيقه . مع انه هنالك فرق بين حرق و مزق و نحن لا نعرف أيهما حصل بالتحديد.
إن صح حرق المصحف فالنزول للشارع موجه لمن؟ هل نفترض مثلا ان أيا كان في مجتمع كالمجتمع الموريتاني و رئيسه سيريد السكوت على حرق المصحف و التغاضي عنه هذا غباء ، إذن هل نوجه مظاهراتنا لأنفسنا ؟ المظاهرات تحصل حين تكون هنالك جهتان و نحن هنا يجب أن نكون في قالب واحد و مجموعة واحدة و إن كان لابد من مظاهرات فكان المفترض التنسيق مع الجميع بما فيهم عزيز، و حينها تكون مظاهراتنا موجهة مثلا لأمريكا أو الأمم المتحدة لتأتي و تعاقب حارق المصحف. إن هذه المظاهرات هي من الاهداف التي يسعى لها من حرق المصحف و مزقه إن صح الامر، يسعى لإستغلال حالة الشحن العقدي و السياسي لتمزيق مجتمع ممزق أًصلا ، لتمزيق الممزق و تقطيع المقطع. و هنا الأمتحان العسير لإعلام تائه مائع ضائع .
من أقدم على الفعلة يعرف جيدا طبيعة المجتمع الموريتاني و طبيعة إعلامه فاختار المكان بعيدا ضيقا ليتيح للإعلام أن يجرب كل خيالاته و سيناريوهاته ما يضمن أن يستمر اللغط دائما فيخرج عليك كل يوم موقع أو جريدة بسيناريو جديد، و يعرف حساسية المجتمع خاصة في مرحلة كتلك التي عرفت كل تلك الهزات العقدية و القيمية ، فالعاعل كان لديه سيناريو كامل فمثلا يفكر في أن المعارضة و بعض جهات الاعلام المحسوبة عليها ستعمل على أن تستخدم القضية ضد النظام و يعلم انها جهات في مرحلة عجز بعد ما نظمت الانتخابات و بعدما لم يأت ابن عباس و ساحاته بالمطلوب. يعني كانت لديه قراءة كاملة للنتائج و حصلت بالطبع كما توقع و تصور.
الحل في ان يحاول الإعلام أن ينضج ولو لمرة واحدة في عمره و تاريخه فيقف كله على القضية بروية و أناة تضع صالح موريتانيا فوق ثنائية الاغلبية و المعارضة و عزيز و احمد و منصور و مولود و مسعود و غيرهم. و يعرف ان الأمر إن صح فهو مخطط يستهدف المجتمع الموريتاني ككل و لا يخص عزيز عن منصور و يقف بعض اشبال القبيلة ترهاتهم و تحليلاتهم بأن الإعتداء على المقدسات هو نتاج ضعف النظام و يبحثوا عن نقاط ضعف النظام الكثيرة غير هذه . فالمطالبة بطرد سفارة اسرائيل و ضمان الحريات و حريات الصحافة لها ضرائبها هي الأخرى على الجميع خاصة المطالبن بالأمر أن يكونوا على أستعداد لدفعها 

Wednesday, March 5, 2014

بدأ من نواكشوط - و لخبار شنهي / حمزو براين

بعد ما أثاره الفيديو كليب  الذي أصدرته موريماكس ل  "حمزو براين" منذ أشهر و الذي ظهرت فيه معه الشابة "ليلى مولاي" في زي غير الزي الموريتاني التقليدي "الملحفة" بعدما أثاره الفيديو من ضجيج و صراعات و مناقشات بين تيارات فكرية و بين وسائل إعلام حيث وصل الأمر أن جماعات رفعت قضايا و آخرين نعتوا حمزو و ليلى بالانحراف و بأن جهات خارجية ترعاهم و غير ذلك.
ضجيج كثير أثاره الفيديو كليب ذاك، انتهى كالعادة حيث اختطف الاعلام و الرأي العام قضايا أخرى.و أصر الثنائي مع الشركة التي تولت انتاج الفيديوعلى ان العمل يدخل في اطار فني بحث، و استجلب الامر حتى قضية العرقية ، حيث توجد ضمن مكونات المجتمع الموريتاني فئات لا ترتدي الملحفة أصلا، و قام الشيوخ و قعدوا و المثقفون و الاعلاميون و غير ذلك.
منذ أسابيع نشر على موقع اليوتيوب تسجيل صوتي لأغنية بعنوان : لخبار شنهي؟ بدا الفيديو ردا بسيطا بطريقة فنية على التعليقات التي عقبت الفيديو الأول متسائلا حمزو براين عن "لخبار شنهي" ماذا يحصل و لماذا تم وصفه في الفيديو الاول بتلك الصفات و يقدم الفيديو بعض الردود على بعض تلك النعوت. مع حمزو كان يوجد شخصان آخران ،  و كانت الاغنية بنفس اسلوب حسانية و فرنسية و انجليزية ممزوجة مع تكسير لبعض المصطلحات لا شك لضرورة الوزن على رأي أهل الشعر.
كانت الاغنية هادئة على نمط الراب في فقرة منها حوارية ساخرة حول قضية القميص الامريكي الذي ظهر به حمزة في الفيديو كليب الماضي، و متعدد الحركية الموسيقية في صيغة راب حديث تعتمد الهدوء أساسا.
هنا رابط الأغنية:  http://www.youtube.com/watch?v=Yq14G8NseoU&feature=youtu.be


هذا و تجد الإشارة أن موريتانيا في السنوات الاخيرة تشهد حركية في مجال الراب و الهيب هوب قادها أفراد و مجموعات كاولاد لبلاد مثلا و حمزو براين و غيرهم و دخلت ليلى مولاي على الخط كأول فتاة موريتانية تقريبا تدخل هذا المجال امام رفض اجتماعي واسع، ظهرت أمامه ليلى قوية معبرة عن رؤيتها و محاولة إقناع الجميع بأنها مستمرة في ذلك الطريق.