Thursday, January 16, 2014

عشرات الملايين حولتها التلفزيون لمكتب وهمي في المغرب

يدور الآن الحديث في حين انشغال الناشطين المساكين في ولد امخيطير  و منت فلان، و بعض خزعبلاتهم التي صار فيس بوك يئن تحت وطأتها المسكين. المهم تتداول أنباء مفادها أن ما يناهز المائة و الخمسين مليون تزيد قد تم تحويلها في السنوات الأخيرة عن طريق البنك المركزي إلى مكتب متواجد في المغرب، حجة التحويلات أنها مبالغ اشترت بها التلفزيون بث بعض المباريات الدولية الحصرية لدى قناة الجزيرة و أنها أيضا ثمن شراء بعض المسلاسل التي بثها التلفزيون طيلة السنوات الأخيرة.
لكن الحقيقة و التي يشار إلى أن المديرة الجديدة للتلفزيون خيرة بنت الشيخاني كشفتها تفيد أن الأخيرة و إثر بحث امكانية بث بطولة افريقيا للمحلين التي تدور أحداثها في جنوب افريقيا، وافاها أحدهم بالمكتب المفترض أنه معتمد من طرف التلفزيون لشراء المباريات و المسلاسل من هذا القبيل. و حين اتصلت به، لم ترتح لتعامله و لا للوضعية القانونية واكتشفت أن امورا غير واضحة تحيط بالأمر، يعني باختصار لم تفهم اصول المعاملة و لا ارتباطها بالقانون و متطلباته. فقررت الاتصال بقناة الجزيرة في قطر مباشرة للتأكد من الأمر فنفت الجزيرة تعاملها مع أي مكتب في المغرب بهذا الخصوص إطلاقا، و تحدث ذات الأخبار أن الشبكة بدأت اجراءات مقاضاة المكتب، لكن لم تجده أصلا ، كان أُثرا بعد عين أو بعد سماع على الأصح من مديرينا و كل الذين مروا على التلفزيون و لم يحركوا ساكنا بالخصوص. المديرة قررت التعامل مع القناة مباشرة لبث المباريات.
إن صحت هذه الرواية التي يشار إلى أن ما يزيد على مائة و خمسين مليون و ما يقارب المائتي مليون أًصلا ذهب ضحيتها فالاحتمالات اثنين: إما أن القناة و القائمين على صفقاتها من جهلهم و اميتهم بالموضوع ضحك عليها فباعهم بعض المحتالين مباريات اخترقوها أو اشتروها ووجدوا طريقة لاعطائها ارضيا و بشكل غير قانوني ، و هذ ا مستبعد فنحن "أخيز" و "أسرق " من ذاك اشوي. و يرفضه أيضا أن بعض المسلسلات ذكر أنه تم شراؤها من طرف المكتب، الاحتمال الثاني: أن في التلفزة و الوسطاء من هم طرف في العملية و يجنون منها أرباحا و عليه يجب الكشف عنهم و محاسبتهم.

و في حال صح الأمر فإن المديرة الجديدة لم تغير فقط وجه التلفزيون القبيح بل أيضا هي في طريقها لاستئصال بؤر الفساد هذا إن لم تتغلب عليها قوة اولئك الديناصورات المخربين من مديرين و محررين عششوا في مباني التلفزيون كما عشش فيهم الفساد و كما عشش فيهم الجهل بالاعلام و متطلباته، و عليه تستحق وساما استحقاق من الدرجة الاولى بميزة فارس.

Tuesday, January 14, 2014

مهرجان المدن القديمة - ما هذا السوق ؟ (هذه الفوضى شنهي)

تابعت نقلا لفعاليات افتتاح مهرجان المدن القديمة الرابع في ولاته. بكل صراحة لم أفرق شيئا من شيء، كانت فوضى في فوضى و المشهد أشبه ما يكون بسوق أسبوعا قبل عيد مهم في قلب العاصمة نواكشوط، اختلط الحابل بالنابل، فهذا يصطدم بذاك و ذلك يضرب في هذا و ذا ك يركض هناك و ذلك يركض هنا، و كل يركض بكاميرته في عراء الرمال، و المنصات تشبه ما يسمى محليا "الأوزار" لا يلتصق أي منها بشيء، و الأمر بوتقة من الخلبطات . مصورونا و صحافتنا يحتاجون إلى دورة حول فنيات الحركة و أوقات و أماكن التقاط الصور ، اعتدنا في الفترة الاخيرة، أن أي حدث تكون الصحافة فة هي كل شيء، و لكن فيها كلها "فظمة" .
فقط أنظر حركة الناس و وقوفها و قعودها تعرف أنك في عالم من الهرج السخيف ، و تسأل نفسك أي نوع من المهرجانات هذا. و أي ثقافة؟ الفكرة في نصها مهمة لكن في كل مرة كانت مناسبة للالقتاء المرتزقين و المسترزقين و "بومية و بوجدية"
تجد بعض القافزين و القافزات لا تعرف بين الصحفي من الاديب من الوجيه من المسترزق ....
شخصيا لا يبدو الأمر أكثر من سوق الأحد أو سوق الأثنين في بعض الدول حيث يأتي الناس لاقتناء بعض الحاجيات "الاطماع"  و في ظرف أيام يتفرقون.

Monday, January 13, 2014

ليلى مولاي في كليب جديد للمرابطون - لا منددون هذه المرة

حملت شركة موريماكس للانتاج منذ يومين فيديو كليب جديد لنفس الفنانة التي أُارت لغطا و ضجة كبيرة قبل أشهر إثر ظهورها في فيديو كليب مع الشاب حمزو براين في اغنية "ستارتد فروم نواكشوط" و التي على أثرها تحدث البعض عن رفع قضايا ضدها في المحاكم للاخلال بالنظم و القيم. هدأت القضية ، بعد حمى من التعليقات و التنديدات و التعليقات المضادة. أصرت ليلى مولاي على وجهة نظرها القائلة بأن ما تقوم به فن و سعي للعب دورها في حمل اسم و علم الدولة، و احتفظت الشركة أيضا برؤيتها القائلة بأن الأمر يتعلق بحرية التعبير و الفن.
الفيديو كليب الجديد ظهرت فيه ليلى مولاي بملحفة بلون العلم الوطني، و ظهرت مرة في الزي الافريقي التقليدي مع ملحقاته ، و ظهرت مرة في قميص المنتخب الوطني مع قبعة ، و كانت مشاهد الفيديو فنيا كما عودتنا موريماكس مقبولة جدا، يشار إلى أني الآن أصنف شركة مرويماكس من إشراقها على تيد نواكشوط، إلى فيديو نواكشوط ففيديو قصير للمنتخب الوطني ففيديو ليلى الجديد استنادا على هذه الاعمال على قلتها حتى الان فإن الشركة تثبت نفسها شركة رائدة في هذا المجال من حيث فنية الصورة و ابداعية و مهنية المونتاج و الدقة في المؤثرات و حتى الفكرة، فالفيديو الاخير صور على طريقة برنامج الفيفا الشهير الذي يظهر مقاطع من اطفال يلعبون في شوارع في مدن من العالم مختلفة متوقفا مع لحظات هامة في مسيرة المنتخب الوطني. فيديو ليلى الجديد بالنسبة لي تقع مشكلته في الكلمات خصوصا كلمات الحسانية فهي غير منسقة و لا تتماشى أحرفها الطويلة نسبيا مع انسيابية مقاطع من اللحن فكان للكلمات أن تكون أسهل و أخف من أن تدخل كلمات عربية ظهرت نشارا في الاغنية مثل : حققنا المقصود و حول هذا المقطع. 
الفيديو الجديد حقق حتى الآن أزيد من 24 ألف مشاهدة على اليوتيوب مع تعليقات بين مؤيدة و رافضة. اللافت أنه هذه المرة لم يثر لغطا و لا جدلا فإن تعلق بالملحفة فليلى ظهرت دون ملحفة مرات و لربما تعلق بحمزو براين الذي لم يظهر في الفيديو الجديد أو لربما تعلق الأمر بأن الفيديو الجديد ليس مسيئا للقيم شأن الماضي، أو لربما مزاج المجتمع الآن لا يسمح بالخوض في الامر من جديد، لربما لأن الفيديو عن المنتخب الوطني، أو لربما لأن المجتمع بدأ يتروض و بدأت بعض أوراقه الصفراء تتساقط.
http://www.youtube.com/watch?v=nNW4LQku3m8

Wednesday, January 8, 2014

من هو حامد ولد الديك وولد عبدي وولد لمات؟ .... أزمة العمال المفصولين

نتابع كلنا بأسى و حزن  ما يحصل مع العمال المفصولين من العمل جهارا نهارا ظلما و زورا، و مع موجة التعاطف المقبولة، إلا اننا نتجاوز المعضلة الحقيقة ، و هي التغطية القانونية التي تعيش فيها هذه الشركات من خلال محتالين ظلوا منذ استقلال البلد لليوم يتوارثون وجاهتهم و سلطتهم لتسخير مقدرات الشعب لمصالحهم محتقرين الدولة و القانون و على ثقة تامة من سلطتهم و قوتهم. من الأشياء التي تحتاجها موريتانيا بدل أن يتوجه البعض إلى الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة و يتوجه آخرون لمواضيع أخرى و يهيمون في أشياء لا يعرفون ماهي اصلا، المطلوب أن توجه الجهود ، جهود الناشطين و الفاعلين السياسيين و القانونيين الشباب وقدرتهم الخارقة كما يبدو على التهجم أن يتوجهوا إلى تلك الديناصورات التي تعمل خاصة مع شركات المعادن و التي تسمى محليا "تاشرونات" و "المقاولون" فهؤلاء هم رأس كل بلاء يلحق بالعمال من أكل للحقوق كالتأمين و الصحة و العلاوات و ما إلى ذلك ، في ذات الوقت يوفرون للشركات التغطية القانونية للتهرب من كل مسؤولياتها، و تعرفون كيف يردون على تخوف الشركات و خوفها على مصالحها إثر أي حراك، يقولون لهم : انتظروا هذه هبة ستأخذ أياما ثم تنتهي. و بالفعل ذاك ما يحصل. المقاولون هم رجال أعمال كل قانون الدولة و قوتها مسخرة لهم بفعل الوجاهة و الحشد القبلي وقت الانتخابات و المال و الرشى و هم حقا فوق القانون، فمن حق حامد أن يقول لهم : تظاهروا أنا قانون الدولة لا يهمني في شيء. هو واثق من قانون الدولة و يعرف حجم قوته بفعل التجربة. إذن من هنا أدعوا الناشطين و المحتجين و المهتمين لتوحيد الهدف و هو إنهاء عمل ما يسمى بالمقاولين و الشركات المتعاقدة مع شركات التعدين ، و فتح المجال بين الشركة و العمال و أي شركة ترفض هذا غير مرغوب فيها أو الشركة التي تتعاقد معها تتقاسم معها المسؤولية كاملة.
من قصص المقاولين الشهيرة لدي، أن أحدهم في اكجوجت يرشي الأجانب ببائعات الهوى ليعطوه الصفقات، ولدي من قصصهم الكثير. البلاء يبدأ بالمقاولين. لنعتصم و نتظاهر و نطالب فقط بتوقيف عملهم أو توقيع غرامات رادعة عليهم في حال انتهاك حقوق العمال. و على هذه النقابات المرتشية الحقيرة التحرك في هذاالصدد، لكن ربما لا يعرف الكثيرون أن النقابات هي حيث يفقد هؤلاء المقاولون أغلبية خساراتهم فهم يضطرون لبذل الغالي و النفس لينجح مرشحهم و حين لا ينجح يشترون الذي نجح.
هنا تجدون رابطا لتقرير أعد عن أزمة العمال و هو تقرير ببعض النقاط الجميلة . لن تصدقوا تابعت التقرير منذ ساعة تقريبا و حين عدت الآن وجدت أنه حذف كليا من موقع بلوار ميديا، أحب أن أحسن الظن دائما لكن أخاف أن الديناصورات المقاولين الذين هم فوق الدولة والقانون وجدوا طريقهم حتى إلى موقع بلوار ميديا. حاصله الرابط لم أجده قد حذف الفيديو و أتمنى أن اجد توضيح بخصوص سبب حذفه. في التقرير ذكر احد العمال ان أحد المقاولين و يدعى "حامد ولد الديك" منذ فترة حدثهم عن عملية فصل 300 عامل و قال لهم أذهبوا إلى الدولة او اعتصموا أو افعلوا ماشئتم فلا شيء سيغير ذلك. و ظل على موقفه حتى فعلها و السبب كما بين البعض أن هؤلاء لديهم عمال يريدون تشغليهم ليأكلوا على ظهورهم حارمين 300 عامل أمام دولة تدعي أنها دولة قانون و تعج بالكتاب و الناشطين و الحقوقين و الانسانيين و الصحفيين و و و و و و و . إنها حرب الناشطين . لم يذكر التاريخ حتى اليوم أن الناشطين الموريتانيين شاركوا في حرب واحدة نبيلة و لا كسبوا أي حرب حقوقية فقط صراخات خاوية مثلهم. ذكر العمال أيضا أٍسماء من قبيل ولد عبدي وولد لمات ، و ساحاول لاحقا التحري و الحصول على معلومات بخصوص هذه الاسماء و ممارساتها و شركاتها التي لن تكون أكثر من ورقة و توقيع تؤكل به الملايين و يهضم به حق المئات......

Monday, January 6, 2014

ناشطون في زيارة تضامنية للعمال المفصولين المعتصمين أمام القصر الرئاسي


نظمت مجموعة من الشباب الناشطين زيارة تضامنية للعمال المعتصمين أمام القصر الرئاسي على إثر فصل تعسفي نفذته بحقهم شركة تازيازت، حيث فصلت ما يناهز 300 عامل في خطوة يصفها كل المتتبعين و المراقبين بأنها غير قانونية و تعسفية و ظالمة، كما يتهم البعض الدولة بالتواطؤ مع الشركة فيما يتعلق بهذه الخطوة، و كان العمال المفصولون قد بدأوا اعتصاما دائما أمام القصر الرئاسي منذ فترة، و طالبت الناشطة الحقوقية السيدة فاطمة بنت انجيان في إدراج لها سابق على صفحتها الشخصية في الفيس بوك طالبت النشطاء و المثقفين و الاعلاميين وا لمهتمين بإبداء تضامنهم مع هؤلاء و تجسيد ذلك في زيارات تنظم لهم في سمرهم الدائم أما القصر. و يبدو أنها رفقة نشطاء آخرين و اعلاميين من ضمنهم السيد علال ولد حالي و هو

صحفي و آخرين استجابة لدعوة من ذات الناشطة من خلال الفيس بوك مجددا ، قاموا بزيارة العمال المعتصمين في خطوة تنم عن وعي و نضج يستحق الذكر، ظهرت السيدة فاطمة بنت انجيان و السيد علال و لد حالي رفقة آخرين في سمر مع العمال ، حسب ما نشر الناشطون على صفحاتهم استمعوا لمأساة العمال المفصولين عن قرب و اكتشفوا جوانب و ابعاد جديدة لعملية الفصل، كما بدا بعض أن العمال أكرموا وفادة الناشطين أو أن الناشطين لم ينسوا أنهم قادمون إلى عمال مفصولين ربما الكثير منهم بعيد عن الاهل ، و لا يمكن أن يزوروهم و "أيديهم اطرايق" على رأي المثل الموريتاني فجلبوا معهم بعض الطعام ليعطوا للسمر بعده الودي الجميل، و إنني إذ أشيد بهذه البادرة أطالب الناشطين أيضا و


المهتمين بالقضية بأن لا يكتفوا بذلك و يجدوا طريقة ينظموا بها زيارات غير ودية إطلاقا و عكس هذه الزيارة إلى الشركة نفسها و الجهات المعنية و تنظيم حراك حقوقي و قانوني ناضج يضمن أن تحل قضية هؤلاء و تعالج وضعيتهم.




و في النهاية أتوجه بالشكر نيابة عن العمال و المهتمين إلى المبادرين.

لأول مرة في تاريخه : المرابطون يتأهل لنهائيات كأس افريقيا للمحلين

ظلت كرة القدم دوما أسرع و أكثر الوسائل فعالية لتقديم الدول للآخرين كونها الرياضة الأكثر شعبية حول العالم، و عاني منتخبنا الوطني على مر تاريخه من الهزائم المتتابعة ، مع يقيننا بوجود المواهب و المؤهلين، في ظل هذا التأهل اعلنت حملة تبرع للمنتخب الوطني تقدم فيها المنتخبون و الوزراء و المؤسسات العامة و الخاصة و حتى الافراد بتبرعاتهم لدعم المنتخب الوطني.
صحيح أننا لن نسمح بأقل من نتيجة مشرفة جدا و جدا في البطولة القارية ، لكن في النهاية علينا أن نتفهم الوضع ونعتبر الأمر مجرد بداية و نتابع على هذا الطريق فسنوات قليلة و حين يجد الشاب الموريتاني موطأ قدم في منتخب ممون و يشتغل عليه بشكل جدي، فإنه قادر على صناعة الانجاز. و تقديم موريتانيا و رفع علمها ، في مواقع لا يعرف فيها عنها إلا أن نسائها سمينات و حصلت فيها سلسلة انقلالبات تلك موريتانيا بالنسبة لمن يعرفها و من لا يعرفها لا يعرفها أًصلا.

القنوات الوطنية الموريتانية : محتوى يصارع الركاكة (سلسلة القنوات الوطنية قراءة أولية) - الجزء الثاني

.............. تابع 


-         االمحتوى :

من ناحية المحتوى أيضا ننظر إلى المرابطون موادها تشبة مواد توعية موجهة لمدارس الابتدائية او الاعدادية في بعضها مع وجود برامج مختلفة قليلا  ك "فيس بوكس" ، المشهد أيضا برنامج حواري راقي، و هنا يتعلق الامر أساسا بالمقدمين، لكن كثيرا ما يخون الاستوديو جودة البرامج و طرحها، الأسماء المختارة للبرامج تقليدية جدا ، و لا تحمل اللمسة الاعلامية التي تخلق الفرق إضافة إلى الجنريكات المكررة فاقعة الالوان والاصوات.
لدى قناة الساحل ، لم أشاهد حتى الآن برنامج على مستوى الابداع و الاختلاف بما يستحق اشادة خاصة، لربما فقط المؤشر الذي استوديوهه في حالة سيئة جدا، مع الادارة المقبولة للحوار و النقاش.يضاف الى ذلك الاهتمام الذي توليه القناة للبعد الرياضي و هو يذكر أيضا.
بخصوص هاتين القناتين المقدمون و الصحافة لازالوا لم تتبدد لديهم بعد حالة الارباك و الارتباك و الاضاءة متبعة جدا و الصورة تخرج بصورة مرهقة.
مع تحتاجانه أن توازنا بين البعد المحلي و متطلباته و الضرورة الفنية للاعلام و مخرجاته.

التلفزيون الوطني ، الظاهر مؤخرا جند كل فرسانه الشجعان لبرنامج "مساء الخير" و هو حقيقة فكرة مميزة في تاريخ التلفزيون على الأقل الذي كان يعتمد الروبوتوهية في كل شيء، مع ان المحتوى و طريقة الادارة مقبولة، اضاءة الاستوديو بعيدة جدا من المطلوب، و الوانه و الصورة تأتي في قمة الرمادية و متعبة بكل ما يمكن أن يتعب صورة تلفزيونية، و المشاكل الفنية تبرز من وقت لاخر كان يتأخر تقرير أو لا يأتي أًصلا ثم أحيانا ينقطع صوت فجأة و هي امور عادية اعلاميا و بالنسبة لتلفزيوننا الوطني تعتبر لربما من مركباته العضوية. البرامج الاخرى كلها للتلفزيون الوطني يمكن توفير ميزانيتها لإعداد استوديو لائق لمساء الخير، و للبحث عن أفكار لتطويره لاني حتى الآن أرى أكبر ايجابياته اعتماده التلقائية التي حتى أحيانا يفشل المقدمون في تقديمها بشكل تلقائي أيضا. بخصوص اسمه و شعاره قمة في التقليدية التصميمية مربع بخطوط طويلة ياتي على طريقة "الموفي ميكر" الشهيرة ثم يأتي صوت فالق تستقر مع الصورة في منتصف الشاشة. كما يذكر للتلفزيون الوطني الناحية الدرامية ، التي لربما تلفزيوناتنا الاخرى لازالت مشغولة بالأهم عنها، فدراما غائبة تماما، و من وجهة نظري الأحسن أن نجد آلية نعمل بها على خلق جودة فنية لدرامانا الوطنية فالكفاءات البشرية موجود و الخبرات المتراكمة لكن الجانب الفني و بصراحة لازال سيئا من فقر في الكاميرات و معدات تضمن جودة الصورة في مختلف البيئات، فدراما بشكلها الحالي قد تسيء فنيا لبعض المعطيات الفنية لبعض القنوات، قصدي انه حين تنجح قناة في تقديم صورة فنية متكاملة لبرامجها كلها، و تقطعها بمقطع درامي لا يخضع لهذه الضوابط تكون سقطة في صورة التلفزيون.

من خلال المحتوى أيضا، حسب متابعتي اظن قناة الوطنية نجحت استنادا على الأقل على المعايير المحلية ، فبرامجها الحوارية كلها في قوالب جديدة و باستوديوهات على المستوى من النواحي الفنية معظمها، عن الافكار الابداعية بالنسبة لي برنامج "الطافلات" ليس فقط فكرة سطحية كما قد ينظر لها البعض و كما قد تبدو احيانا و مع انه بالطبع له نواقص و عيوب إلا أنه يقد الجدلية الاجتماعية في قالب تلقائي مبسط و يعتمد نجاحه دوما على نجاح مسيريه في معالجة المواضيع بتوازن دقيق بين الجد والهزل و الظرافة  الطرافة، فيه برنامج اشطاري في الدنيا الفكرة جميلة، لكن عيوب كثيرة تنتابها، من مبالغة احيانا تعتري مقدمه في تبسيط الاشياء و السخرية ما تنزع طابع الهيبة عن البرنامج و الهيبة هي هوية المنتج الاعلامي، مثلا في برنامج الطافلات حين تقاطع احدى السيدات صديقاتها طارحة سؤالا مفصلية تلك حركة تحفظ الهوية الاعلامية للبرنامج هيبة البرنامج، ايضا ثقافة المواطن المتصل الاعلامية لا تزال تعطل البرنامج مع ان "اشطاري في الدنيا فكرة جميلة" يحتاج ايضا قالبها الفني كالاستوديو و السبورة لبعض الهيكلة و المراجعة لتأتي الصورة متكاملة.

التلفزيون الوطني و بعض القنوات يحتاجون للخروج من الحيز الضيق و البحث عن قوالب مبتكرة لعلاج مواضيعهم و تقديم مادة اعلامية. كما هنا أشير أن غياب الزبونية خاصة في مؤسسات الاتصال التي تعبث بخدماتها المقدمة بنفس الطريقة التي تعبث الزبونية المنتشرة فيها باعلامنا بحيث تسمح لمؤسسات ليست على المستوى من اي ناحية بان تحصل على عقود رعاية و شراكة، هذه المؤسسات يجب أن تغير هذه السياسة  و تعطي الاعلانات و الرعاية على أساس جودة المادة المقدمة و تفاعل المشاهد معها. مع انه حتى ثقافة المشاهد الموريتانية تحتاج للتأطير و تأطير وحدها هذه المؤسسات هي التي تجب أن تعمل عليه في خططها التسويقية و التواصلية. 

Saturday, January 4, 2014

الإنفجار القيمي - هل حانت الساعة

الناظر لحال المجتمع الموريتاني يجده مجتمعا نائما على كثير من الأورام الخبيثة القادرة على البطش به ، من العرقية و الطائفية المتجذرة في العقليات ، و المنطق القبلي ، و مرجع الخلل كله في حالة اللبس و الخلط التي يقام عليها بين العادة و العرف و التقليد و الدين، ما يهدد الثوابت الدينية بشكل حقيقي و خطير.
مرة ماضية في مقال بعنوان : مجتمع على عتبات الانفجار القيمي، تحدثت عن حالة انفجار قيمي المجتمع على مشارفها، هنا فقط لأوضح النقطة أحاول خلق مقارنة بين المجتمع الموريتاني و المجتمع السعودي مثلا، في السعودية هنالك قيم و ضوابط تصور مثلا غير مسموح لغير مرتديات العباءة بالدخول ناهيك عن ضوابط حتى لا تمت للشرع بالصلة في أحيان كثيرة متجذرة في المجتمع، لذلك ما إن يغترب أي سعودي حتى يطلق لنفسه العنان بشكل فظيع، الفرق في موريتانيا هنالك الضوابط العرفية ربما أقوى حتى من الدينية و في مرحلة ما تستخدم الدين لتتقوى به، ما يجعل الدين في موضع لا يليق به يدخل في اطار تجاذبات عرفية و تقليدية. في السعودية مثلا لا أحد يأبه لحرية التعبير و التصرف و و و غيرها من تلك الاغاني، فالعرف و التقليد و المتعارف عليه مربوط بالشخصية الملكية من ناحية ما. أما في موريتانيا فنفس حالة الكبت المتأسس على اعراف و تقاليد أسهل ما يكون الخروج عليها، لكن في مساحة حرية تتسع و كلما اتسعت دون ضوابط و دون وعي مجتمع تخلق مساحات و هوامش لناس على أبهة الاستعداد اصلا ربما ليس للخروج على الدين و ضوابطه بقدر ماهو الخروج على العرف و التقليد و تكسير الاصنام الاجتماعية و التابوهات، ينهض المجتمع المنتصر لعرفه و تقليده و يقحم الدين، فتخلق حالة اللبس.
حاصل الأمر أن الانفجار القيمي يحصل الآن، ففي مجتمع تعبث به الفوضى، و يتلبس بحالة حرية يتغنى بها الجميع و انفتاح، من المستحيل أن تظل بعض التابوهات الاجتماعية حاكمة و ضابطة تماما كما يصعب معالجة مساحات الحرية التي قد يستغلها البعض بشكل لن يقتنع أي طرف ما إن كان خروجا على الدين أو العرف والتقليد. في ظل حالة "الدايلاما" هذه و الاشكالية الاجتماعية القوية، طبيعي أن نشهد ما سأذكر به في حالة سلسلة ، خاصة في ظل حالة الصمت و التكتم أيضا التي اتقنها المجتمع و يتقنها طيلة سنوات حفاظا على صورة وهمية نمطية لم تعد تمت بصلة لواقع منفلت أيما انفلات، نبدأ : من اوكار الدعارة التي عرفتها موريتانيا دوما و شيوخ قبائلها و جنرالاتها و رجال اعمالها في ظل صمت مجتمع يخاف على تابوهاته، ثم بدأت سلسلات الاغتصابات حتى في الأسر الواحدة، و التي بدأ مؤخرا يعلن عن بعضها كحالة اغتصاب المدرس لبعض طلابه و قد حصلت كثيرا مرات سابقة و أنا على علم بحالات تم التستر عليها، ثم وصلنا درجة القتل العشوائي للابناء و الاسر فاجتماعات المخنثين و زواجهم على رؤوس الاشهاد في بيوت في تيارت و حفلاتهم في مباني في تفرغ زينة، ثم تدحرجنا الى القتل جهارا نهارا في الشوارع، فما إلى ذلك من جرائم بشعة و ممارسات تنخر جسد المجتمع. في ظل هذا عاش المجتمع حالة هستيريا أمام واقع أصبح خارج السيطرة و خارج دائرة التكتم في ظل انفجار فوضوي للمعلومات و الحريات، و صار يترصد حتى أمورا أبسط بكثير من تلك الخافية و كأن قناعته أن الامر مادام في السر فلا ضير فيه. ففي الآونة الأخيرة ، شهدنا الهجوم الذي تلقاه فيديو كليب ما يسمى "ستارتد فروم نواكشوط" و لربما لم يكن الفيديو يستحق تلك الهبة التي قال البعض أنها وقائية فيما جاءت ردتها انعكاسية و صارت استفزازية استدعت إقدام البعض على ما هو أشنع منها، فلا أدري مثلا إن كان المقال المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم إبان أيام ذكرى مولده بأشنع منها عند معشر المفتين الذين يعج المجتمع بهم.
فوق ذلك جاء فيديو أخير قام عليه هواة سطحيون ظاهر من فكرة الفيديو و الكلمات ، لم يكن شيء فيه منسق على الاطلاق، و حينها نتباكي على "ستارتد فروم نواكشوط" الذي كان على مستوى فنيا و من ناحية الفكرة ربما عالي جدا بالمقارنة. هب الجميع هنالك و صرخ و حاكم و سير المسيرات و حشدها، لكن بخصوص الفيديو الآخر الذي بالنسبة لرأيي المتواضع لا يرقى لدرجة أورد اسمه هنا، لم يحرك أي ساكنا ، و كلما ما وجدته بخصوصه مفتيه و بعض المفتين يتحدثون "عن عورة الحر و عورة العبد قالوا هم" مع تبرئي من المصطلحين. و آخرين استخدموا عبارات من قبيل" سواو" السؤال هو هل نحن هنا و هل المجتمع و حماة عقيدته و قادته إلى جنة الرضوان إن شاء الله ، يهتمون بالدين أم بعرف و تقليد اجتماعي ن لنعرف فقط المستند و الاساس الذي نتحرك من خلاله. فهل مثلا نقبل لجانب من المجتمع أن يدخل النار فيما نفعل ما بوسعنا حتتى درجة تفجير انفسنا مثلا لنضمن الجنة لجانب آخر. هي جدلية تصب في اتجاه واحد أن المجتمع في اتجاه المرحلة الحاسمة و التي لا بد منها شرا كانت أم خيرا، مرحلة انفجار قيمي ، بحيث سيصدح كل بوجهة نظره، فغير المصلين سيصدحون بها و الراقصون و الشاذون و قد فعل جلهم أصلا، سيفصح اليساريون و الماركسيون و الملحدون و و و و عن توجهاتهم كما مثلا هنالك اسلاميون ، و سيحصل كل شيء بدواعي الحرية و حرية التعبير و حين يبدأ التحرك ، ينادى لدولة أصلا في عمق المعمعة الحقوقية على المستوى الدولي بدواعي مختلفة قطعا أنا لا استبعد "اسرائيل" في معطياتها.
و ستتوالي الفيديوهات و الأغاني و و و و و . و لا أدري حينها كيف سيكون مجتمع الفوضى.
من وجهة نظري البسيطة، الحل يكمن في العمل على فصل الدين عن الاعراف و التقاليد الاجتماعية، لنحفظ للدين هيبته ، بدل أن ينعكس كل شيء سلبيا. فمثلا بالنسبة لي فيديو " ستارتد فروم انواكشوط" من الأمور التي يجب ان تحفظ لها سقطاتها والملاحظات عليها لكن ليس بتلك الدرجة من التجنيد التي لن تولد إلا ما هو أدهى و أمر. 

Friday, January 3, 2014

القنوات الوطنية الموريتانية .. نظرة اولية : الوطنية في الريادة - الجزء الأول





منذ فترة أتابع ما تجود به قناة "بلوار ميديا" على اليوتيوب من الانتاج الاعلامي لقنواتنا الوطنية في مرحلة طفرة اعلامية تشهدها الساحة حتى الآن في موريتانيا، بعد  " تحرير الفضاء السمعي و البصري في موريتانيا" الذي نتج عنه اطلاق حوالي 5 قنوات تلفزيونية و بعض الاذاعات، و لا شك من المنتظر أن تاخذ هذه المرحلة موريتانيا لمرحلة جديدة لما للاعلام من دور في خلق تلك الحركية الخلاقة في شتى المجالات، لفترة طويلة لم يكن يوجد إلا تلفزيون الدولة و اذاعتها ،
تلك فترة كان فيه الاعلام الوطني حالة كارثية من البرامج المكررة بأسوء التقنيات التي يمكن لأي كان تخيلها بأسوأ الإضاءات و أسوأ الأفكار التلفزيونية، وكانت تعج بقوم لا علاقة لهم بالإعلام من جهة خصوصا التلفزيون الوطني، تعتمد على صحافة أخبار يشبهون "الروبوهات" و برامج حوارية بطول 3 ساعات من الحديث المثير للضجر و الاشمئزاز، حصلت معي تجارب كثيرة مع التلفزيون في هذه المرحلة، الأولى كنت مشارك في أحد البرامج إثر عودتي من رحلة خارج البلد، و بدأ البرنامج و تفاجأت أن المخرج يريد أن يضبط حركة رأسي و متى أرفع يدي و متى أخفضها و أن خاتمي يؤثر على إضاءة الكاميرا، و أنني أتحرك و ذلك لا يسمح بالتقاط الصور، و أمور لا تصدق، و كان يصرخ على الجميع و كأنه سوق مركزي، 

 التجربة الثانية، مرة كنت في مركز معروف بالعاصمة حيث كثير من الصحافة يلتقي، مرة كنت مع صديقي الذي يشتغل في وراقة و مكتباتية و تفاجات أنه يعد دراسة برنامج تلفزيوني، الدراسة كلها طلب إليه صحفي مرموق في التلفزيون الوطني، إعدادها له على وورد لأنه هو لا يعرف العمل عليه حينها لا شك الآن اخذ دروس تقوية في المجال، تصور برنامج تلفزيوني كامل فكرته في ورقة واحدة ، و اكثر من ثلاث ارباعها الميزانية. بعد أيام قعت عيني صدفة على احدى حلقات البرنامج. نقطة اخرى مرة كان لي صديق و يعمل مع جماعة على فكرة برنامج تلفزيوني، و ما حصل أنه حين تدراسه مع التلفزيون و جد أن هنالك نسبة خارج العقد تمنح للمدير و نسبة خارج العقد لفلان و فلان و فلان و بعد ذلك ندخل في تفاصيل العقد. و مرة كنت في احد المطاعم في تفرغ زينة توقف احد صحافتها المرموقين اول الليل مع سيدة و طلب طعاما ثم بعد حوالي 3 ساعات عاد مع اخرى. حقيقة تلفزيوننا الوطني كان تحفة وطنية أتمنى ان هذه الأمور تجاوزت، اضف اليها الاستوديوهات المفتوحة.
افتتاح القنوات الجديد خلق حالة تنافسية ايجابية، بالنظر إليها بشكل سريع، تلاحظ معطيات تالية.
   تتفاوت في المستوى الفني و في ابداعية الانتاج و في اتقان المحتوى و الموضوع و تتفاوت مستوياتها نعمل هنا على القاء نظرة على هذه القنوات من ناحية : المستوى الفني - محتوى المادة المقدمة  -  الكادر البشري.


-   الناحية الفنية ،

حين نتحدث عن التصوير و حتى الجنريك و الصوت و الإضاءة و ديكور الاستوديو، قناة الوطنية تقدم وجها لائقا جدا، و فنيا من طراز مقبول، فالصورة تأتي متكاملة في مجملها، مع بعض الهنات التي لاحظتها تتكرر تتعلق بالأقلمية بين ملابس الصحفيين و ألوانها و نوع الإضاءة المقترح و الوان الاستديو، افترض طبعا أنه ليس في القنوات كلها من يهتم بهذا الجانب، لذلك دور المخرج هنا أن يعمل قليلا على هذا البعد، فصحفي بشال وسط استوديو حالة غريبة جدا، و أحيانا الملابس خصوصا " السوت" الزي الرسمي تنحرف من مرة لأخرى لان الجميع ليس معتادهان لذلك تجب مراعاة هذه النقاط، و لكن على العموم استوديوهات و معطيات فنية مقبولة جدا، بالنظر لقناة الساحل مثلا معظم الاستوديوها يظهر أنها قاعات ببساط عادي و مقاعد مؤقتة يتم رصها بشكل تقليدي جدا ، و من غير إضاءة غالبا باعتماد الاضاءة الطبيعة التي يتطلب التعامل معها فنية حتى أكبر من اضاءة الاستوديو المشتغل عليها، عكس ما قد يظنه البعض، حين نعتمد الاضاءة الطبيعة في الاستوديو فنحن نحتاج مهارة طبعا لاقلمتها و اكمال جوانبها الناقصة و حتى توجيهها و تلوينها بما يخدم صورتنا لكن ذلك جانب مهمل كليا، حتى الصوت من الناحية الهندسية غير منضبط، قناة المرابطون تعتبر أحسن حالا قليلا، مع أنها في الجنريكات و المونتاج لاتزال تعتمد القوالب الجاهزة في احيان كثيرة ، و حين تريد خلق قوالبها فهي تسخط في فخ التقليدية المطلقة باعتماد الوان فاقعة كثيرة و صور معقدة و مربكة للمتابع، و أصوات لا تتناسق أحيانا مع تراتبية حركية الصورة، مع أن القابلية مح وجودها لكن يحتاج الامر ، نوعا من التطوير و الخروج من اطار القوالب، المرابطون أيضا تعتمد تحوير 



المخرجات الاعلامية في غرف المونتاج بحيث تركب خلفيات للبرامج و تعمل على خلق التأثير ليس في الاستوديو و اضاءاته و معطياته بل من خلال 

برامج الملتيميديا و هذه ايضا طريقة قديمة فالاعلام و المادة الاعلامية اليوم صعب تصورها دون استوديوهات مجهزة بمكبرات مناسبة و اضاءات قابلة للمعالجة في الاستوديو بحيث تقدم الشكل الذي يخدم معطى المنتج، و لا مفر من اعداد استوديوهات من هذا القبيل ، فهي في حد ذاتها تعتبر نصف المادة بل حتى أكثر من ذلك. فمهما كانت جودة المادة و روعتها دون استوديو على المستوى لا تساوي شيئا، و زمن استوديوهات بمقاعد تشبه مقاعد معلمي الابتدائية و الاساتذة و المحاضرين و باضاءة فلاش كاميرا أو الاستعانة بنافذة زجاجية ولى عهدها و فقط تضفي تلك المسحة الصبيانية الطفولية على المادة و الهزلية حتى، بحيث يبدو الامر و كأنه غير جدي بالنسبة لنا.


التلفزيون الوطني يحاول جاهدا، و ربما من اكبر ما قدمته القنوات الجديدة أن حركت مياهه الراكدة و جعلته في موقع يملي عليه استخدام موارده و موارد الدولة لتطوير محتواه و شكله و مضمونه أو سيتقادم حتى يتحول مبنى التفزيون و طواقمها إلى خرق بالية تنام جانب بحيرة خلفتها امطار في مدينة لا صرف صحي فيها أو إلى جانب مجمع نفايات منذ أيام لم تزره شركة "بوزورنو" . فأرادت دخول المنافسة من الناحية الفنية ، لم يتغير الشي الكثير، الصورة لا زالت رمادية و الاستوديوهات لازالت كما هي تشبه بعض الصالونات العبيثية التي اعدتها اسرة لا تفهم في فن الديكور و لا التصميم و تحاصرها الضوائق المالية أيضا، المصورون لا يزالون يفبعون في زواياهم الفقيرة بصورة ذات بعد واحد من زاوية واحدة و البرامج في معظمها بكاميرا واحدة كما يبدو لربما ينتظرها برنامجان اوثلاثة، هنا في سبب فمثلا القنوات الجديدة ربما وجدت فرصة لاستقطاب بعض كفاءات على الأقل لتضيفها لأولئك الذي اكتتبوا على أسس أخرى كالقرابة و الوجاهة و القبيلة لا يتصورن أي كان أن القبيلة لم تكن لها يد لا في هذا و لا في ذاك فتلك تكون سذاجة سيدي القاريء. أما التلفزيون فالغالبية من مهندسي صوت و اضاءة و تصوير هذا أن افترضنا جدلا أن ذلك اللقب قادر على أن يجد محله من الاعراب، معظمهم دخل مجالا بدأه من الصفر أو ما قبله بكثير بحيث لم يكن لديه ميل يوما لمجال كهذا لكن حين تحرك القريب الوزير أو المدير أو الوجيه أو الصحفي العريق في التلفزيون الخبير بازقتها  و مكاتبها و شايها ،كانت التلفزيون مثلا أقرب وسيلة لتشغيل القريب العاطل عن العمل. المهم ان التلفزيون تحتاج سياسة تنطلق من تأهيل الكادر البشري و تقديم دورات له لأنه طبعا احالته و اقالته الان ستملأ مواقعنا الهزلية السخيفة من تضامنا مع فلان و فلانة و سيصبح صعب علينا العثور على أي شيء في الفيس بوك مثلا. و ايضا لن يكون عادلا، فهنالك محاربين قدامي لن يسمحوا بأي حال من الاحوال أن يقال الشخص الذي قدموا بها هناك و عندها يضحى بأشخاص و كفاءات قليلة وصلت بجهدها، المشكلة أيضا أن الجدي في الأمر هذا لابد ان يبدأ برؤوس هنالك تظن انها قامات اعلامية و تلفزيونية بتجربة تزيد على العقود و هي في النهاية تجربة لم تعمق لديهم إلا الخبرة في السمسرة، يعني بصراحة و بموضوعية احبتي في التلفزيون الوطني يحتاجون حراكا قاعديا تأطيريا و بعض المعدات المتطورة قليلا من ميكروفونات و كاميرات و اثاث استوديوهات اعلامية ليست استوديوهات تبدو و كأنها مؤتمرات المجتمع المدني في موريتانيا
........يتواصل  

-         االمحتوى :


Thursday, January 2, 2014

الفوضى "إلين تلحك مولان"

نحن بلد الفوضى في كل شيء أظن الفكرة هذه محل اتفاق و توافق من الجميع، فوضى في السياسة و فوضى في الاعلام  وفوضى في الثقافة  وفوضى في الزواج ، و الأدهى و الأمر أنها كلها فوضى غير خلاقة، بل فوضى في فوضى ، ببساطة دولة الفوضى و فوضى الدولة. كلنا سياسيون محنكون و كلنا اعلاميون خبراء و أكفاء و كلنا و كلنا، لكن مؤخرا الظاهر أن احدهم ذكر انه كتب شيئا بخصوص "محمد صلى الله عليه وسلم " و قيل أن السيد هذا يعمل في شركة "سنيم" و أنه ابن احد الادرايين في نواذيبو مع انه لا يعني ابن من ؟ المهم أن السخافة في تعاطي الإعلام مع الامر أولا ثانيا الشخص هذا أًصلا من هو أصلا حتى يتحدث في امور كهذه و يعطى حديثه حتى مثقال ذرة من اهمية.
هنا لست لاتحدث عنه، ففي بلادنا سخافات كثيرة تجد إعلاما أسخف ليتفاعل معها. أنا هنا للحديث بشكل عام، في مجتمع الفوضى العامة و العارمة قد تأخذ الفوضى بعض الأميين و السطحيين لدخول مجال كهذا مادام هنالك مواقع و سطحيون أكثر انحطاطا من أولئك أًصلا. ارحموا هذا البلد.... قليلا

جزء من نص : المستوطنة

طيلة أعوام خمسة تزيد   حاولت أن اعتاد الأشياء من دونك، الرقص و المقاهي   والصمت و الأرصفة من دونك ، أن أجرب الهروب و التشتت و التأمل أن أجرب ضوء القمر ومشاهد غروب الشمس و شروقها و حركات موج البحر و هدأتها حاولت أن أجرب المدن دون ملامح طيفك التي تترصدني، رأيتك في صفوف واقفة تنتظر ختم دخول بلد أو الخروج من آخر، رأيتك في غرف انتظار حتى و انا أتفرج من خلال نوافذها الزجاجية العريضة رأيتك أحيانا تتجولين بين عمال صيانة الطائرات ، رأيت تحملين أوراقا عند مخارج المطارات مكتوب اسمي عليها ، و رأيتك تلتقطين الصور في شوارع مكتظة في مدن مختلفة، رأيتك في ساحات موسكو الحمراء و شوارع غرناطة الرمادية، حاولت ووجدتني أراك في قطارات اسطنبول المزدحمة و فوضى الحركة  في مركز  حي باب الجزيرة في العاصمة التونسية، حاولت أن اعتاد الأرصفة و مقاعدها الخشبية الفارغة دون زياراتك و أن اعتاد الأحاديث العابرة مع صياد عجوز صابر حتى في ساعة متأخرة من الليل يضربه برد المدينة متسمرا بفنجان شايه الأحمر و جاكته السميكة،  لكنك كنت هناك، حين قاطع صمتي و سألني من أين أنا و أراد أن يستفسر عن ما أفعله هناك، كان علي أن أقول له أني أتيت لموعد معك ، كانت تلك لتكون الإجابة الدقيقة ، حين أدخل محل بيع العطور و اتحدث حديثا قصيرا مع صديقي البائع ، نحن يا عزيزتي معشر المتسكعين لدينا قدرات خارقة في صناعة الأصدقاء العابرين و الدائمين ، حين أحاول اختيار عطر يناسب مناخ المدينة الجديدة و معاييرها أجدني اتجمد جانب المكان المخصص لعطرك المفضل ، اذهب عنه و أعود إليه ثم يقرر الصديق بعد أن يقتنع من استحالة التأثير على اختيارك ، يقرر أن يعطيني منه قارورة، حين اخذها أخبر نفسي غاضبا منها أن هذا عطر من اختيارك و ليس من اختياري ، و أحاول أن اقنعها أننا صرنا حياتين و شخصين و اختيارين ، لكن المسكينة لا تقنعها بعد الاستخدامات اللغوية للمثنى في ما يجمعنا.
ألوان ملابسي لا زالت تلك التي تركت ، حاولت الفصول على كثرتها و النساء على تعدد خلفياتهن الثقافية و العقدية و على ثقافتهن المتقدمة جدا في مجال الموضة و دنيا الألوان حاولن إقناعي، باسقاطات على لوني و ما يناسبه و ما لا يناسبه، لكن اختيارك هزمهن جميعا، لا زالت نفس االوانك احيانا حين اريد أن اقنع نفسي بأني لست ضعيفا امام ذاكرتي إلى هذا الحد و احاول ان ارتدي ألوانا اخرى ، لا تقنعني تماما كما لا شيء يقتنع أن أشيائنا جزء من ذكريات أو ذاكرة. حين اذهب لأي مطعم مع أي كان أشعر بالاحراج لأني اعتدت ان تختاري انت الطعام و الشراب استنادا على قراءة بسيطة دقيقة لمزاجي، صدقي أني حاولت بالبرهان العلمي اقناع نفسي بأن تعتاد الحياة دونك:
قلت لها كان عمر إدراكي  حين التقيتك حوالي 11 سنوات إن افترضنا صحة نظرية "بياجي" بأن الطفل يبدأ الإدراك في سن الحادية عشرة، و لنفترض انه يشعر بميل للنساء بعمر 16، قبلها ما كنت أدري ما تعنيه النساء، حتى العلم، في السن الذي التقيتك فيه يدعي أني لست مؤهلا حينها للحديث عن الحب و النساء و  أشياء تعلق بالذاكرة و تؤصل للوجود و يدعي أن قبلنا كانت ارهاصات طائشة لا ندرك إيحاءاتها. المفاجأة أن ما اقتنعت به نفسي هو ان العلم لم يكن دقيقا في هذه النقاط، و اقتنعت بواقع التجربة، أجلس الآن و أنا أكمل السادسة و العشرين إلى مقعد خشبي عند الحد الأقصى من مدينة بسعة اسطنبول المنتشرة على قارتين ، أجلس انظر إلى ما يشبه ميناء صغيرا ترسوا فيه حوالي مائة باخرة  صغيرة في منطقة خلف الجسرين حتى منها لا يتراءى جسر الفاتح ، أجلس في عام 2013  على بعد ساعات من عام 2014 ، و أجد أنني في سنتين تشبعت منك لحد لا يمكنني تقدير انتهاء صلاحيته و لا إن كانت له أصلا، أجلس على هذا المقعد الخشبي في منطقة هادئة يبدو أن الجميع تركها، انصرف للاحتفال بالعالم الجديد و ليشهد لحظة الانتقال الزمني الفاصلة، ذهب الجميع حتى البحارون ذهبو ليتفرغوا لنسائهم و بيرتهم و احلامهم و اطفالهم الصغار و ليشهدوا تلك اللحظة الفلسفية التي نطلق فيها الأضواء ربما فرحا بنجاتنا من قبضة  الموت في عامنا الماضي، أجلس في مساء بارد جدا و ماطر جدا، لا شك ركاب تلك السيارات التي تمربوتيرة فاترة خلفي ، لا شك ينظرون إلي و يقولون ، مسكين يعانق بيرته بعيدا عن احتفالات العام الجديد لا يعبؤ للبرد و لا للمطر ، نعم أعيش حالة تجمد فظيعة، الزمن يتجمد هنا و أشياؤك تمطر بغزارة ، كل ما حولي في هذه الساعة من الساعات الأخيرة في آخر يوم من السنة ، أضواء و أشياء منعكسة على ارضية بللها المطر و كاميرا بأعمدتها تنتظر التقاط صور استثنائية في فترة زمنية استثنائية، و بعض المشاهد المثيرة من ماضي قد يبدو سحيقا لكنه يرفض التبدد، و وثائقي مثير أنت بطلته . أجلس هنا العطر نفس ماركة  العطر التي احببت ، و أنا استذكر خياراتك ، انظر للون جاكيتي فإذا به من ألوانك التي تقترحين دوما المعطف و الشال و حتى القبعة الصودفية هي الأخرى رمادية فاتحة شيئا ما، انظر مبتسما إلى حذائي فإذا به من ماركتك المفضلة ، أضحك من نفسي و انفخ بين يدي المتجمدتين و افركهما فركا لأولد حرارة تقيهما خطر التجمد حد التشظي  ، كل شيء يثبت أن ذلك لم يكن ارهاصات عاطفة مراهق ، لا أريد إثارة  انتباهك أو اهتمامك الآن فلا جدوى من ذلك حتى، لا أريد إثارة اهتمامك حين أخبرك أني بعدك عرفت و أعرف نساء من قارات الدنيا الخمس فتلك من ميزات المتسكعين أيضا، لكن لم يتركني حضورك أعطي لأي من هذه العلاقات أية هوية، تظل هنالك تكابد الانقراض و في أغلبها تعيش من دون هوية، لكن الحقيقة التي لا أعرف طعمها لحد الساعة هو أن أي رجل يحتاج لعلاقات ذات هوية يوما ما، و أنا استثنائي الوحيد أني عرفتك قبلهن معظمهن، لا زلت تاتين فجأة فتنتهكين خلوتنا و قهوتنا و مشيتنا و جلستنا و تنتهكين كل خصوصياتنا ، حتى أنك أحيانا تفاجئينا في غرف النوم و أسرة التسكع.
 الخبر الذي أتمنى أن لا يسرك هو أني عجزت لم استطع، والخبر الذي أتمنى انه لا يزعجك هو أنني سأحاول من جديد،لا لأنني كرهتك بل لأن الاعتراف بالهزيمة سمة حسنة ومن شيم الشجعان .

ما أدركه الآن هو أن أولئك الذين يدعون انهم يعرفون إيحاءات القبل كاذبون و الذين يختصرونها في كونها حالة إثارة سطحيون و أن الذي يفسرونها على أنها تجلي لحالة حب هم فلاسفة فاشلون، و الذين يريدون إقناعي أن قبلنا كانت فارغة هم انفسهم الفارغون، و أن النسيان ليست عملية سهلة و الإنتساب إليه يبقى في حالات كثيرة مختصرا في بطاقة انتساب تشبه إلى حد كبير بطاقات الإنتساب للأحزاب السياسية في بلداننا العربية، وأحاول باستحالة تفهم ممارسات غير قابلة للتفسير في مجتمع برزخي، لا تستحق روعة هذا المكان الذي أجلس فيه الآن و لا نقاء هذه اللحظة أن استدعيه فيها، لا تستحق أن استدعي القبيلة و اعرافها و المجتمع و تقاليده، و كل الأشياء التي دعتك لإعلان الهزيمة حتى قبل البداية، لن أعطي أبدا أي تفاصيل عن قصتنا حتى لهذه السفن الصامتة الراسية هنا و لا لهذه القطط التي تجول رغم برودة الطقس تبحث عن قطع طعام تعينها على قساوة الطقس، و لن أخبر عنها ذلك المتسول الجالس هناك يتدفى بأحد الحيوط و يتغطى بقطعة قماش سميكة، و الذي جائني منذ فترة يطلب فقط ليرتين حسب رأيه ليكمل ثمن زجاجة بيرة صغيرة. لا أحد إنها من الأشياء التي الصمت في حرمها جمال و من الحروف التي تموت حين تقال على رأي الراحل، يبرد الطقس و يزداد وقع ضرب قطرات مطرك و تزداد غزارة المطر، استمر بالنفخ بين يدي و تعديل الشال و القبعة بشكل لا يترك و لو فتحة صغيرة يمكن للبرد أن ينفذ منها، ألقي نظرة شاملة حولي و البنايات على المرتفعات هناك التي لا تبدو غير أضواء مبعثرة على مرتفع جبلي و غير بعيد هنالك يمكن أن تتراءى بقايا الجدار الذي كانت تحتمي به القسطنطينية من ضربات الفاتح، و الذي في النهاية اخترق، الفاتح رجل عرف دوما أن يدافع عن حبه، حين عشق المدينة آمن بعشقه و إيمانه هد حصنا بحجم ذلك الذي تتراءى أطرافه. المكان حيث أجلس و كأنه صمم لمعاقري البيرة  من بؤساء مدينة  لذوي الأسئلة العالقة و لربما متسكعي المدن الكبيرة من عشاق أرصفة التمشي بصمت. ساعتان بالضبط و يذهب العام 2013 بكل أشيائه تماما كما ذهب 2012 و الذي قبله، ما لا أفهمه لماذا تذهب هذه الاعوام بكل أشيائها و لا تأخذ معها شيئا من أشيائك في ذاكرتي. اعتذرت إلى أشخاص ملؤوا فراغات السنين الماضية وفاء لما لا أعرفه أًصلا، ام لربما خيانة لعهدي لنفسي بأن اعتاد غيابك، اعتذرت منهم و اخترت أن أسلم نفسي لباص يخترق بي كل المدينة لحط بي في أقصى نقطة منها، و يسلمني لمقعد خشبي غير بعيد من بيت متسول أقامه على قدر رجل بيرة بائس على رصيف جنب ميناء يبدو نهاره نشيط و مكتظ  كما تشي بذلك كمية السفن المرابطة هنا. ربما أردت أن أجرب شعوري بالهزيمة ثانية هنا بعيدا عن الجميع، يبدو الأمر غباء وجنونا، لكنني مؤمن بفلسفة جوبس بخصوص المجانين. هل تكون قمة السطحية و الاختلال العقلي حين أبوح لك هنا بسر، لن أقول لك شيئا عن رجل تعرفين مستوى منسوب الجنون و عشق النساء، و لربما أنت قادرة على التخمين بخصوصه ما قد تفعله أرصفة و أسرة التسكع العابرة به، ما أريد أن أخبرك بك سر فقط بيننا، قد تخمني كم امرأة التقيت بعد في سنين ستة من شوارع و ملاهي و مقاهي و مطارات و قاعات الانتظار و أسفار الباصات الطويلة ، قد تخمني كم التقيت من امرأة، قد تخمني رصيد الخبرة التي تراكمت، لكن حاولي التخمين كيف بعدك تغيرت و تعمقت و تشعبت فلسفتي في النساء، الشيء الذي لا يمكنك تخمينه إطلاقا و ليس لديه عنه أي فكرة هو مرة منعني حضورك من لفظ تلك الكلمة و هي تستقر عند الحلقوم، لم أعرف يوما أن أقولها لأي امرأة و أنا أقرأ في عينيها انتظارها بحرقة، ظلمت كثيرا من النساء يا سيدتي، و فرضت على كثيرات التأقلم مع وضع قائل بأن تلك كلمة محرمة ربما لا يجوز حتى الآن أن تقال لغيرك، حتى حين أجاهد نفسي و أقنعها أجدني أخلق ذلك السياق الهزلي لأرميها على عجل في قالب ساخر يسد حاجة سيدة تجتاحها انفاس الانتظار الجارف، و ليس لها أي ذنب تحرم فيه كلمة استحقتها بكل المعطيات، لكن مع ذلك لم استطع بعدك أن أقولها مشبعة بكل معانيها. صادفت نساء حلمت دوما نظريا بلقائهم تقاسمنا كل مصطلحات القواميس و سلوكيات المتحابين، إلا أني لم أعن تلك الكلمة يوما و أنا أخبرهن بها، لكن ربما كان افضل ما تعلمته الصدق ، كنت في كل مرة أعطيها ايحاءات تفهم بها سياق علاقة أنا لا أفهم أصلا سياقها و لا أعرف حتى هويتها.  لا يمكنني ان اكون غبيا حتى احملك مسؤولية تواجدك معي حيثما حللت، لكن لن أكون حكيما لأفهم كل ما يحصل دون أن تكون لك فيه يد. تعرفين السبب أني حتى الآن لا تزال تسكن مع حضورك هنا قناعة بأني لا زلت هناك بين أشيائي و أن الأمر مجرد مساحة بيضاء من الاشياء تتطهر فيها اشياء مجتمعنا من الدنس، بكل صراحة لقد انهزمنا معا، أنا لا أحب المبرارات التي يصوغها العائدون من ميدان الهزيمة ، أفضل ما يقال بعد الهزيمة الاعتراف بها، ثم اعلان التهيؤ لبداية جديدة، اعترفنا و لربما تحضرنا البداية الجديدة........ "يتواصل"

Wednesday, January 1, 2014

التبرع للمنتخب الوطني، حرام قالوا....

سافر المنتخب الوطني الى رواندا للتحضير للمونديال الافريقي في يناير في جنوب افريقيا، في غضون ذلك كان رئيس اتحادية كرة القدم الوطنية في مبنى التلفزيون الوطني يستقبل الشيكات من متبرعين شركات ووزراء و كانت الخاتمة من رئيس الجمهورية الذي تبرع من حسابه الخاص بمبلغ 5 مليون اوقية في شك الظاهر عائد الى بنك سوسيتيه جنرال، يبدو أن الرئيس ذاته لا يثق في البنوك الوطنية أو لسبب ربما واقعي و منطقي.
المهم حملة التبرع هذه لاقت ردود فعل تتراوح و تنحط حتى تصل حد السخف و السطحية و السذاجة، فوجدت بعضهم يقول يوم لا ينفع مال و لا بنون، و بعضهم يسترسل في سرد الآيات و الاحاديث، هي نفس عقدة المجتمع و مثقفيه الغير متصالحين مع ذواتهم و كل عقدهم مركزة أصلا في اسقاط كل شيء على الحلال و الحرام ، حتى ولو كان الأمر بعيدا من الموضوع. ربما يقول لك بعض الاشبال حالا أن هذا الحاد و أن كل شيء يجب أن يسقط على الحلال و الحرام حتى مباراة كرة القدم نفسها ربما هي موضوع سؤال شرعي، فبالنسبة للعلماء هؤلاء و الفقهاء ما حكم دفع تذاكر و اقامات 23 لاعبا ليسافروا إلى بلاد ما للعب مباراة. على العموم للذين قد يفكرون في جمع الادلة لإثبات الكفر و الالحاد، لا أحد يأبه لمصيري إن كان جنة أو نارا، تماما كما لا آبه لأحد من عبدة الاسقاطات الفكرية السخيفة.
قبل الذهاب بالموضوع بعيدا،و قبل أن نغرق في موضوع الحلال و الحرم، قد يكون هنالك عذر للذين ينتقدون الحملة مطالبين أن تعطى الأولوية للمهمشين و الفقراء و الذين يعانون. و هنا يأتي الرد في كل دول العالم الثالث التي لديها فرق كرة قدم بميزانيات ضخمة و متقدمة تعيش ويلات الفقر و التهميش، الأمر يتعلق بالافق و لا أعرف حقا إن كان القائمين على الحملة يضعونه في الحسبان.
أولا الحملة تزرع ثقافة التطوع بكل ما قد توصف به من أنها "طياطر" كما قد يقول البعض، ثانيا: حين تنجح الحملة في قطع شوط بالفريق و حتى في هذه البطولة وحدها فعلى المستوى المحلي و الاقليم و الدولي ترد أضعاف ما قد صرف كتبرع، و ربما هذا شيء يحسه أكثرالمغتربون ، كرة القدم بوابة تسهل حمل الاسم و العلم، ففي بطولة فيها 16 فريقا تقريبا حين تتأهل موريتانيا للنهائيات او ادوار متقدمة فالاسم يدخل مختلف وسائل الاعلام و بهذا جمهور كرة القدم و هو الاعرف في العالم سيصله اسم "موريتانيا" و علمها، اذن من الناحية الوطنية و الوصول والحضور للمحافل، خاصة حين تقف في مكان و تذكر موريتانيا فلا تجد من سمع بها، في ظل فنانين و مثقفين منحصرين على ذواتهم متغنيين بامجاد و متصارعين في ساحة مرهقة. ثالثا وصول المنتخب الوطني لدرجة محترمة يشارك ايضا في تطوير الدوري المحلي و تصور كم شخصا و كم شابا سيستقطبه الدوري المحلي اذا ما نجح و بدأت الشركات و الجهات ترعى الفرق و تقدم رواتب للاعبين يعني نتحدث عن الاف الشباب الذين سيجدون فرص عمل و يخدمون انفسهم و مجتمهم و مهنهم.
ان كرة القدم تتعدى الاسقاطات المحدودة لمثقفي مجتمع الفوضى ، و صحافة و سياسة الاسقاطات الرجعية العدمية، انتم حتى لو ان الفريق ضمن فرق العالم الاولى ، لا يهمكم الامر في شيء، فكيف تتفهمون دعم مشروعه. انا بالذات ربما لا ادعم الحملة بالضرورة  لكن ارى فيها ايجابيات كثيرة  تجعلني طبعا اعلن دعمها. ان التبرع ثقافة غرسها في اي شيء و باي طريقة و في حد ذاتها تمثل اضافة لعقلية جمعية سحيقة متعبة.

و استذكر هنا ما قراته من فترة: العالم ينشغل باكتشاف الجديد، و العرب منشغلون بتقرير ما ان كان هذا الجديد حلال أو حرام