Tuesday, January 31, 2012

ناقــــوس

الشمس تغيب و ملامح الليل تتكشف عن صمت مرعب، و أهازيج رفة خجولة لدمعة دفاقة إلى خد متقرح ، و الأمواج  كومات حزن تتدحرج يردد المدى صدى زمجرتها، و الأفق مدى أسود يقطع كل صلة بين السماء و الأرض، كل الملامح تشتت في مواقف لا عناوين لها، وحركة الأرض كأنها تمر بفترة فوضاوية، كل حركة كقرع أجراس النهاية. صوت الأقدام متسارعة الخطا دق نواقيس خطر. صفارات الإنذار تهز أرجاء المدينة المنهكة آذانها من صرخات و أنات المحتضرين. الناس يركضون في اللااتجاه كحركة جزيئات الماء في حالة الغليان. و البحار دخان رماد المحترقين................يا الله ما الذي يجري؟؟؟

شارع جمال عبد الناصر الشارع الأقدم في حلة جديدة


طريق ضيق ، أرصفة تغمرها الرمال وتنتشر بين شقي الطريق تجمعات القمامة من مكان لآخر ، أول ما يراه الزائر إلى موريتانيا من ضيوف رسميين وعاديين كونه يمر من أمام المطار، كان من أوائل الشوارع التي عرفها نواكشوط بل الأول على الإطلاق حسب ما يورده المهندس الفرنسي ساهوك الذي اشرف على وضع اللبنات الأولى في نواكشوط ، هكذا تركت شارع جمال عبد الناصر منذ حوالي شهر، تركت الحديث بل وحتى الانطلاقة في مشروع ترميمه الذي تشرف عليه ات ت م ، الآن وأنا أمر على هذا الطريق اشعر بنوع من السعادة يغمرني لان الشارع على بساطة حاله  صار قريبا من المعايير الموضوعة  للشارع أرصفة  مبلطة تقريبا و طريقين واسعتين في اتجاهين وإضاءة حديثة مرتبة على جنباته، حوادث كثيرة استوقفتني وأنا أقود في شارع جمال عبد الناصر أولا تذكرت مقالات كتبتها الصحفية المصرية المعروفة بعد زيارتها الأولى إلى موريتانيا حيث تشير إلى الشارع المقعر والمهتريء الذي حاولت أن يأخذها إلى الفندق، تذكرت سؤال زميلي المصري حين التقيته في  مطار نواكشوط في زيارة إلى موريتانيا فسالني عن أقدم شارع في موريتانيا وأهمه فابتلعت سؤاله في إسهاب في تاريخ و ظروف إنشاء مدينة نواكشوط تذكرت تعليق رفيق سفري حين بدا يحدثني عن زيارته إلى موريتانيا حيث قضى أسبوعا بدأ يجاملني ثم ما فتئي أن قال بانجليزية بسيطة صدقني في نواكشوط لا يوجد شيء ، نعم موقف محرج كنت فيه في تلك اللحظة والرجل يرمي بأوراق انطباعه عن عاصمة بلدي ويبدو عليما ببعض تفاصيلها فهو حدثني عن ما يسمى شارع جمال عبد الناصر وحدثني عن يومياته الحزينة وهو يحاول العثور على مركز العاصمة نواكشوط  ، تذكرت كيف كان الرؤساء وزائري الدولة  يصدمون والانطباع الأول الذي يأخذونه عن موريتانيا يأخذونه من ذلك الطريق ، تذكرت شوارع المغرب وتونس والسنغال فكيف بالأخريات ، ثم ينتابك شعور جميل وأنت تجد منشأة تشكل مصدر فخر على بساطتها في عالم البروتوكوليات المسيطرة ، شارع جمال عبد الناصر اليوم صار شارعا يليق أولا بان يكون طريق الضيوف إلى القصر الرئاسي والى العاصمة ويليق ثانيا بان يحمل اسم رمز  من رموز الأمة العربية ، وصار يشكل مشهدا يمكن أن يوصف بالحضاري معماريا في عاصمة لا زالت تفتقر إلى كل عوامل العاصمة العصرية.
الطرق لا تؤكل ولا تشرب  عبارة شائعة تلقاها في التاكسي في السوق في كل مكان تقريبا ربما هي موقف من ما يراه هؤلاء ارتباك في ترتيب الأولويات لدي السلطات حيث معروف أن المواد الغذائية والأسعار يجب أن تكون ذات أولوية، لكن ما على هؤلاء أن يدركوه أيضا هو أن مظهر المدينة وتعاطيها مع ابسط معطيات المدنية والعصرنة أمر مطلوب وتتعلق به سمعة الدولة ودرجة احترامها بين الدول الأخرى فهي تشكل تجليا من تجليات الدولة التي تحترم ذاتها وكيانها، شارع جمال عبد الناصر اليوم مشهد ليلي عصري بتقاطعات طرق واسعة وبإشارات مرور موزعة في كل مكان ومشهد حقا يشكل مصدر فخر ، هذا الشارع يمتد من المستشفى الوطني مرورا بسوق العاصمة ثم بقصر الحكومة سابقا وبقصر العدالة لينعرج في اتجاه ملتقى طرق المطار هكذا يمتد ورغم التشكيك الدائم في مدى كفاءة صاحب العمل وهو ما تثبته طرق ومشاريع سابقة ورغم انعدام الصيانة وكل ما يهدد هذا العمل من أن يتحول من مشروع ناجح إلى هدر للمال العام فإنه يشكل مشهدا كانت العاصمة في أمس الحاجة إليه ، وسوف لن يكون حاله بأفضل من حال طريق الأمل من جانب مجمع العيادات الذي عاد إلى أسوأ من ما كان بل فقط توسعته شكلت منه فضاء أوسع لفوضوية الباعة المتجولين و الرمال الزاحفة والقمامة الموزعة في كل مكان ، وهو أمر بدأ يظهر على بعض جوانب الطريق الجديد، إذن ولئلا نحول كل هذه المشاريع والمكتسبات إلى غربلة للماء وهدر للمال العام يجب أن تضع الدولة استراتيجيات لمتابعتها وصيانتها ، ويبقى بناء العقليات دائما أهم وأكثر إلحاحا من بناء الطرقات والعمارت والساحات وكل ما من شأنه أن يجعل من نواكشوط عاصمة تتمتع بكل ميزات العاصمة الحقيقة بالمعايير القائمة ، وإلا فسيكون تجديد وتشييد الطرقات بمثابة عمل التنظيف البوزورنو التي تحمل القمامة لترمى خلفها وسيارتها بعد لم تتجاوز أكثر من مئة متر ، إذن عقلية هذا المواطن تحتاج لأن تبنى بما يتماشى والمتطلبات العصرية للمدينة العصرية.

Sunday, January 29, 2012

كلمات في الأمييــــــــــــــــــــــــــــــن


 نص كتبته قبل حوالي عامين إبان القمم العربية الخاوية الفارغة، أتمنى أن صلاحيته تنتهي مع الربيع العربي....................

أجتمع الحكام العرب
حكامنا يقررون
إن الذين يحملون البندقية
هم الذين يخربون
والذين يهربون
هم الذين يعرفون
كيف يحمون القضية
إن الذين يستسلمون يهربون
يطيعون
هم الذين يعرفون
كيف ينتصرون
حكامنا يقررون
أن الذين يحملون الحجر
هم الذين يحجبون
نور شمس الحرية
وضوء القمر
عن الحجر عن البشر
حكامنا قرروا
أنهم ينددون ويشكرون
ويتعهدون
يقررون

تشكلات في التيه


تيه في ملامح المجهول
يشكل ذات الحطام
يُقرأ المسافات والمداءات
السلام
ويرفض الحطام التشكل
وترفض الذوات التأمل
فالوجود لحظة غربة موحشة
تتشكل للحظة على شفا الفراغ
يقيم على حافة العدم
تمثالا رمليا ، يرسم ملامح الفراق
وداعا يا ذات التوهم و الحقيقة
يا ذاتا يشكلها الطيف بداخلي
بين لحظتين
من يلملم هشيم ذاتي
التي بخلوا عليها بالترحم
أنا ملامح التأله
في هجرة الحياة الثانية
ورحلة قدسية سرقت مقدساتها
لرحلتي معالم
ومعالم رحلتي
تيه، فهل للملامح معالم
بعد اليوم.

واجهة نص الفيلم الوثائقي: نواكشوط...جزيرة في بحر رمال

أتمنى أن أجد قريبا الوقت و الوسائل اللازمة للبدء في تسجيل الفيلم : ربما أبدأ لاحقا نشر النص على الأقل

حــــــــــــــــــــــــــــــــــالة إبداع

هي فقرة جديدة في المدونة من خلالها أسلط الضوء على مبدعين شباب في شتى المجالات، يبدعون في صمتهم و يخلقون لهذا الوطن كيانا و إسما في عوالم يتجاهلها هذا الوطن أو ينساها. حالة إبداع هي بوابة من خلالها تكتشفون أن موريتانيا ليس فقط بلاد المليون شاعر بل بلاد الموهبة و الإبداع حتى في مجالات قد لا تخطر لكم على بال ...............................


الحلقات الأولى ستكون عن الشاب المبدع الذي اقتحم عالم البرمجيات و الالكترونيات من بابه الواسع ، و الذي في غرفته الضيقة تلك يحمل موريتانيا في الشفرات و البرامج و يقدمها بلدا الكترونيا بامتياز إلى العالم الآخر:

المصمم المبدع و موهوب البرمجيات، الشاب الذي اقتحمت CLICK عنده عوالم الشيفرة و المعادلة و الخلق و التصميم : تهامي.....
انتظروا موضوع:

تهامي ...صرخات إبداع ....في بلد أصم

Saturday, January 28, 2012

جمعــــــــــــــــــــــــــية "موطن"

ملتقى الوطنيين التطوعي للإنماء ، المعروف اختصارا: جمعية موطن ، هو ملتقى ذا أهداف تنموية اجتماعية ثقافية بحتة. يعمل على بناء ثقافة المواطنة و تشجيع ثقافة التطوع كأفضل و سيلة للتنمية المجتمعية و بناء و استغلال القدرات الشبابية في ما يخدم الوطن و المواطن.
جمعية موطن من خلال كل أدوات العمل التطوعي تسعى لتحقيق أهدافها بالوسائل التطوعية المتاحة، من خلال التخطيط و التنفيذ مستعينة بنخبة من الشباب المشبعين بروح التطوع والمتحمسين للعطاء لأرض عزيزة و أهلها كرام هي بلادنا جميعا.
موطن منبرك لتخدم وطنك بما تستطيع 
و فضاؤك لتقدم رؤيتك و فكرتك حول البناء و التنمية.

ولقـــــــــــــــــــــــــــد حذرتكِ

ولم الخدود المتوردة ، و الدموع المنهمرة الآن؟
لم الحزن المستوطن مطارح الحدقتين؟
و المنبعث مع مدى النظرات. لم الصمت المطبق على الشفتين؟ لم الجمود و الهدوء و السكون و النظر إلى اللامكان ، و الملامح المبهمة و الضائعة؟ فيما يا عزيزتي هذه الجلسة الخائفة المتوحدة المنكمشة؟ فيما هذا الملمح الغريب الذي يجتاح كيانك النضر، عفوا الذي كان نضرا. فيما نظرات اليأس و خطوات الإستسلام، و آهات الإنهزام؟ فيما الهذيان و استشعار الصدمة و استنزاف الجرح و استذكار لحظة السقوط؟ 
فيما يا سيدتي حالة التيه هذه و كلمات الضياع و مفردات التسليم؟ عفوا إني أثقل كاهلك المتهالك حزنا و أسى بالأسئلة ، عفوا لكن ألا تذكرين أنك حين أخبرتني أنهم قرروا أنك ستتزوجين ، ألا تتذكرين أني سردت عليك ما يميز مجتمعك و قرأت لك نفسيته المعقدة، و علمتك كيف تحبين فيه و كيف تبدين فيه و أنت متزوجة، وعلمتك كيف تكتبين يومياتك و كيف ترسمين أيام حياتك وكيف عليك التحمل و التوكل و التأمل، و عليك صناعة البسمة من العدم ، و الشعور بالارتياح من الألم وكيف عليك أن تخلقي قاموسك الخاص و مفرداتك الخاصة و تاريخك الحديث الخاص، وكيف عليك أن تحاولي التأثير في جغرافيتك حتى تفهمي طبيعة التضاريس الجديدة، ألا تذكرين .......
عفوا صعب على من مثلك أن تتذكر في لحظة كهذا، و لكن على الأقل أنت تتذكرين جيدا ،أني قلت لك اختاري و لا تأبهي لكثير مما يقوله الأخرون و لا تعطي تفاصيل معطياتهم أكثر مما تستحق من الإهتمام أو تحتمل من التأويل.
ابتسمي عزيزتي فأرى أني مضطر لأبدأ معك من جديد.....

عبد الله لامرأة نسيت...

Friday, January 27, 2012

أوقفـــــــــــــــــــــــــــــــــــوا عمالة الأطفال

لا تسرقوا براءة الطفــــــــــولة
SAUVEZ L'ENFANCE
SAVE  CHILDREN

الأستوديو التحليلي - القناة الثانية .....

تتابع غالبية الموريتانيين ممن لا يتمتعون بالقدرة على اقتناء بطاقات التشفير للقنوات الرياضية وهم أغلبية و كثر يتابعون فعاليات كأس افريقيا للأمم المقامة حاليا ما بين غينيا الاستوائية و الغابون ، يتابعونها على القناة الثانية ( الأرضية) التلفزيون الموريتاني، و هي تغطية تتم برعابة تامة من موريتل و يشكر لها الجهد، إلا أن الاستوديو التحليلي الذي يبث قبل المباراة و مابين الشوطين قصة أخرى تستحق الوقوف عندها.

يتعاقب على الاستوديو كل من ولد الحسن وو لد احمي السالم و منت اكليب، عن طريقة التقديم حدث ولا حرج كان الله في عونهم الارتباك و الخجل الذي لا يزال باديا، و من زال عنه الخجل إما يتخبط في متاهات الأدب مستذكرا الأشعار و القصائد أو متخبطا في العفوية الزائدة التي تحول الاستوديو إلى صالون منزلي لكل الحركات و السكنات مما لا يمليه الطبع بل التطبع. جميل الاستوديو كفكرة فهو يشكل فرصة لهؤلاء الذين لطالما اهتموا بالرياضة الوطنية ولم يجدوا لاهتمامهم نتيجة فلا المنتخب الوطني على أي مستوى لنبحث له عن إنجاز ولا الدوري الوطني على الأقل مادام الأمر يتعلق بموضوع لا خجل فيه ولا وجل فلا ضير في أن يتحدث الجميع و ينظر كما شاء. هذا الجانب وحده بعيدا عن المقدمات الطللية الأدبية و بعيدا عن الصراخ التلقائي في الرياح أرتحت لها. إلا أنه بعد إدخال فكرة الأتصال من طرف المشاهدين لم أفهم حقيقة الدور الذي أصبح المحللون يلعبونه ، هل فقط لتغطية الفراغ ما بين اتصالين أم ماذا؟ خاصة و أن الصحفي أو المقدم لا يجد حرجا في مقاطعة الفكرة الفنية: نعم مشاهد مرحب بيك...........مقاطعا دون أدنى احترام المحلل المسكين.
تلفزيوننا الوطني لا يزال هو هو ، تقديم ضعيف لحد السخافة و الابتذال و فنيات تتناثر تفاصيلها أمام الأمية المطلقة و أخيرا كان الله في عونها وجراها خيرا إن كانت نيتها في المشاهد نية حسنة وهي تقديم ما استطاعت عليه على علاته.

Thursday, January 26, 2012

بدر طليقا.... وخمسة وثلاثون مليون أوقية لأهل الضحية

تواردت الأنباء صباح اليوم بأن الشافعي بعد ما أحيل إلى وكيل الجمهورية تم إطلاق سراحه دون متابعة قضائية، أما بدر ابن الرئيس وبعد ما تأكد وكيل الجمهورية بأن والد الفتاة لم يقدم أي دعوى ضده، أمر بإطلاق سراحه على أن يدفع غرامة قدرها 50000 أوقية وتوقيع صلح جزائي معه. وهي نفسها الغرامة التي تورد الأنباء أن المغربي صديق بدر دفعها ليتم الإفراج عنه هو أيضا..... ولم يتأكد بعد من حالة الفتاة التي تقول آخر الأنباء انها ترقد في مستشفى بن رشد بالدار البيضاء و تورد أنباء غير مؤكدة أنها أصيب بالشلل في نصفها السفلي، فيما تدور أخبار أخرى عن كونها فارقت الحياة، والحقيقة أن حالتها لم تعلن  حتى الآن بصفة نهائية.
وعن حيثات الإجراء فقد تم الاتفاق على أن يدفع مبلغ 35.000.000 أوقية أي ما قيمته حوالي  120700 دولار أمريكي......كصلح جزائي.
و ما نخشاه هو أنه بعد الآن يبدأ كل يبحث عن مسدس ابن الرئيس لهثا خلف المال، مادام ليس هنالك من رادع آخر لا قيمي ولا أخلاقي و لا قانوني

مسكينة ...الماما أفريكا

منذ أيام وفعاليات كأس افريقيا للأمم تتواصل بين غينيا الاستوائية و الغابون، مع غياب أسماء كبيرة عن هذه الدورة إلا أن أبناء افريقيا يبقون دائما أوفياء للماما أفريكا يجمعهم الهم  و الحزن و الدموع و الصمت الأليم ، يجمعهم الألم و الأمل.
يوم أمس غمرت المياة ملعب المباراة و بقيت أشبه ببركة مياه و اضطر متتبعو الكأس للتوقف أكثر من ساعة أمام لاعبي افريقيا يجربون مهارتهم في فن السباحة في البرك، انتظرنا دون امتعاض فنحن نعرف أنها الماما افريكا نعم ليست هنالك ملاعب بشافطات للمياة ولا ملاعب مغطاة، نصبر بل نستمتع بواقع كهذا أحيانا لأنه يشكل بالنسبة لنا مصدر فخر ونوع من تعميق الشعور بالإنتماء. مسكينة الماما افريكا.