Tuesday, January 17, 2012

حسبتكِ امرأة... و عذرا


لم يبق سيدتي بينا تاريخ و لا جغرافيا، و لا علوم فيزياء و لا كيمياء إنه التجرد المطلق من الاتحاد و الانصهار و التفاعل و التجاذب، التجرد المطلق من الأرقام و الماضي، من مصب المشاعر و جريان العواطف. ما بيننا لم يعد لغة و لا سمة و لا اتصال، لا شيء غير رحيل غير مؤرخ و غياب خلف الأرقام و التواريخ، و مسح مطلق من ذاكرة الأيام و ذاكرة الأوراق، لا تسألي بعد اليوم عن مشتركات، عن نقاط التقاء أو مراكز إقامة. فهنالك في محطات النسيان و الجرد المطلق و المسح الكامل تركتك، هنالك اجتاحك النسيان وحملتك لعنة غدرك إلى لا أهتم ، وحيث لن تسأل عنك لحظة تأمل و لا جرة قلم، و حيث لن تحظي بأكثر من كمية عارمة من أكوام النسيان أكدها على أثرك أطمر بها لحظات مرورك العابرة.
ارتبت من إصرارك على الدخول، من محاولاتك المتكررة للنفاذ، استقبلتك ربما كرما مني أو أملا من ي أردتك منتجا راقيا بحتا، أوزع كل أشيائه في زوايا مختبرات قلبي و على معارض شفتي وقلمي، لم أكن أدري أنك لست أكثر من حقل تجارب عمومي غير مؤكد ولا دقيق النتائج، يستجيب لكل المؤثرات و كل التفاعلات بل وحتى يبحث أحيانا عن باحثين متطلعين للاستكشاف. أنا أكره يا سيدتي التجارب المكررة و الحقول العمومية التي لا تخدم الإنسانية في شيء، كنت أكره شفتي و أنا أجدها مرغمة على قبلة سطحية لم تكن يوما بأعمق من زيادة كمية من الزيت على كمية من الماء، و أكره اللمسة الجافة الجامدة كمرور ماء على حجر صلب، كانت تتجسد فيك كل يوم الصفات التي أكرهها أكثر من أي شيء، أردت لك أن ترحلي من زمن أن تختفي خلف الذاكرة و تنتهي قصتك  بعيدا عن قداسة قلمي و ألمي و تأملي، أردت لك أن تقرئي تعابير تخلصي منك تقرئين و كل ملامحي تقرأ عليك الوداع من غير أسف. أردت لك أن تستنجي خلاصة التجربة القصيرة التي لم تكوني تستحقين حتى أن أدعوك إلى فنجان قهوة سوداء من غير سكر لأطلعك عليها لأنها كانت بقدر من السذاجة لا يضاهيها فيها إلا سطحيتك، ترددت في الكتابة إليك في الكتابة عنك لأني كنت أخشى الجانب في داخلي الذي قد يكره امرأة لأن المصطلح جديد في قاموسي و هذه حقا كانت هي النتيجة التي خلصت إليها  من تجربتك ما ظننتني يوما قد انظر إلى امرأة كحقل تجربة أو أكتب عنه بهذه العبارات التي أستعيرها من مفردات تجربتك، و حين أردت أن أتراجع و أن  أسلك سبيلا آخر و أحرق كل أوراق و مواد هذه العملية ، اكتشفت أنك لم تكوني امرأة ، لذلك قررت المواصلة، فقط لأنك لم تكوني امرأة.
و أنت الآن حيث أنت و أنا أسلمك كل أشيائك المادية و المعنوية لسلة مهملات يستحيل معها استعادة الملفات بكل برامج ولغات العالم، صدقي أني أسف من أجلك فرغم كل شيء كنت تجربة مهنية مختلفة أضيفها إلى سيرتي الذاتية المهنية الحافلة بالأوراق و المواد و التجارب و الدراسات. و كنت استثناء رفعت معه كل وسائلي درجة الأمن إلى اللون الأحمر، و أعلنت حالة الطوارئ.

Monday, January 16, 2012

لكل مطالبه ....و المطلب المشروع حق



لكل مطالبه، و المطلب المشروع يؤيده كل شيء...................

حين يكون الجنس خط أحمر... و الحديث عنه عار و خطيئة / الحلقة الثانية

مجتمعات كثيرة عرفت هذه المرحلة التي نعيشها نحن اليوم ،ولم يتغير واقعها إلا حين انبرى مثقفون وكتاب وخاضوا غماره متجاوزين كل الحساسيات والإشكالية المجتمعية والعرفية التي اعترضتهم فكتبوا وكشفوا  ووقفوا على النار التي تحرق وتلتهم تحت رماد الهدوء المصطنع السائد ، فما لم يدرك المثقف خطورة الوضع فإن الأزمة ستبقى في تزايد ،  كتب باحث فرنسي في علم الاجتماع يوما بأن المجتمعات الساكتة عن الجنس والرافضة للثقافة الجنسية هي المجتمعات الأكثر عرضة لمخاطره وسلبياته ، مقولة حقا تبعث على القلق  فأي مجتمع ينافس مجتمعنا في الأمرين السكوت عن الجنس ورفض الثقافة الجنسية ، مقولة تدعوني للتقصي والمنطلق ليس أن المجتمع الموريتاني متهم حتى تثبت براءته بل بريء حتى تثبت إدانته ، ما إن تبدأ تستقصي لن يأخذ الأمر منك جهدا كبيرا فكر في مجرد إمكانية أن يكون ، ادخل محل للسي دي والدي في دي بطريقة أو بأخرى ستجد ما من خلاله تفهم سبب وجود صنف خاص من الزبناء ، وإذا أردت التأكد أكثر حاول التعرف على بعض أصحاب هذه المحلات وهو ينبؤك بما سوف لن تصدقه إلا حين تتفق معه فترابط ليلة حتى يأتي أولئك الذين حدثك عنهم مختلف الأعمار مختلف الملامح أسماء سرية متعارف عليها ، لاحظ في ليالي آخر الأسبوع مجموعات الشبان التي يحمل احدها جهاز فيديو وآخر مجموعة أشرطة وهم يبحثون عن المنزل الفارغ  ، تصفح الكمبيوترات الشخصية و الهواتف النقالة ، ادخل محلات نقطة ساخنة وأنت تعرف المسميات المتفق عليها لهذا الشكل من الأفلام ، وستعرف حينها طبيعة هذه البيئة التي تعيش فيها ، إنه الإدمان إدمان الإباحية وأفلا  مها وقنواتها ، ونعرف نحن سرعة انتشار المقطع في زمن بطاقة الذاكرة والبلوتوث والأشعة الحمراء ، في فترة تبدو فيها الدابليو دابليو دابليو تخترق الصفوف في مجتمعنا وصرنا حقا لا ندري إن كان هذا الأمر ايجابيا أم لا ؟ سكوت المجتمع عن هذا الموضوع جر طرفه على مثقفيه ونخبته وهكذا بقي هذا الداء العضال يلتهم في صمت ويخرب في هدوء هذا النسيج الاجتماعي ، وأنا إن تفهمت صمت المجتمع صعب جدا أن أتفهم صمت المثقف أخوفا أم طمعا أم أن جدار الصمت ذاك القديم بعد لم ينكسر ؟

لهذا كتبت ... ولا أبالي لشيء آخر

صدق أو لا تصدق إلا أن الظواهر التي سأقدم نماذج منها الآن وهي ظواهر وقفت على جلها واستمعت من البعض بعضها ، هي ظواهر تحدث هنا في المجتمع الشنقيطي ، وهي التي دعتني لأكتب غير مبال لشيء ، إنها ممارسات إن دلت على شيء فإنما  تدل على أن هذا المجتمع غارق حتى أذنه في ويلات الانحراف الجنسي وإن كانت تستدعي شيئا فهي وقوف الجميع لتنظيم هذه البوتقة والعشوائية في التربية الجنسية خاصة  الأسر مع أبنائهم وبناتهم .
في انواذيبو  فتاة في  خضم حديثها عبر الهاتف  وقد شغل مكبر صوت الهاتف أصوات غريبة  فردت دون تكلف هذه أنا ومعي صديقتي ماذا يفعلان يداعبان بعضهما جنسيا ، فتاة تتكلم في الهاتف في خضم حديثها تبدأ تتحدث كيف أن أختها الكبرى دخلت عليها غرفتها ومشهد الجنس في مرحلته كذا فبادرت لإطفاء الجهاز ، شيخ في السبعين وهو سائق تاكسي  يعرض عليك وكأنه يمازحك آخر أفلام البور نو  ويخرجه لك من جيب باب السيارة الداخلي ، في محل لسي دي رجل في الأربعين بسيارة فخمة يدخل معيدا السي دي على أن مشاهد بطل الاكشن فلان غير واضحة ليوضح صاحب المحل بعده اللغز كله ،الجنس عبر الهاتف وهذا هو الأبسط ، على فترات مختلفة مقاهي انترنت أدخلها مضطرا في غضون دقائق إذا بي بين مجموعات من القاصرين تتفرج على السكس وأفلام الجنس ، أبادر إلى مسير المحل فإذا به هو الآخر يتفرج عليها ، تصور حين يكون الأخ الكبير مدمن أفلام إباحية ، تصور اتصالات من نساء كبيرات وربات بيوت انتظرك في المكان كذا ومع آخر أشرطة كذا وكذا ، كل هذه وأمور أخرى ظواهر معاشة في هذا المجتمع الحبيب ،ومجتمع فيه هكذا ممارسات لن يخلو من الانحراف والشذوذ الجنسي ولا يستغرب أن تنتشر فيه الجرائم التي يمكن تسيتميتها " المسكوت عنها " من اغتصاب للقاصرات الأقارب ومداعبة البالغات للقاصرين ومداعبة الذكور للذكور والإناث للإناث جنسيا ، والدور هنا ليس دور الحكومة بالأساس لأن تدخلها قد يعطيها الفرصة لتضيق الخناق أكثر على الحريات وتستغل الوضع مع أن تدخلها مطلوب لمتابعة الأماكن العامة التي تتعاطى فيها هذه الممارسات  ، الدور دور الكتاب والمثقفين والباحثين لمتابعة المجتمع ومساراته ودور  أرباب الأسر  لمتابعة أبنائهم وبناتهم وليعرفوا طريقة جديدة عليهم أن يعاملوا بهم أبناءها تعتمد طريقة لإعطائهم أسس ثقافة جنسية سليمة تشكل لهم منطلقا صحيحا في عالم الأسقام هذا ، إن الثقافة الجنسية ضرورة رغم كل ما يحيط بها من حساسيات وإشكاليات ، لكن لا يجب أن يكون التصور الأول الذي يقفز إلى أذهاننا ونحن نتحدث عن الجنس ما يتم في شأنه في الغرب ، بل يجب أن ننظر من منظار انه بإمكاننا إيجاد طريقة وسط نربي بها أجيالنا جنسيا  بشكل متزن ،ونضع على جنب كل النظرات التقليدية والضيقة للموضوع .
نقطة نظام ...
إن نظرة موضوعية لواقعنا الاجتماعي طريقة تعامله مع ملف الجنس والثقافة الجنسية لا يمكنه الوقوف على تصور ملموس يتعاطى من خلاله هذا المجتمع مع الموضوع ، فهو عالم من السرية التامة والكاملة ، فإذن متتبع هذا الموضوع لا يملك إلا أن يتوجس ولو في نفسه خيفة ، فكما هنالك ممارسات سياسية شاذة وممارسات اقتصادية شاذة  وممارسات اجتماعية شاذة فموضوع الجنس كموضوع اجتماعي فيه هو الآخر الممارسات الشاذة إلا أن خطر هذه وبطشها لا يقارن بخطورة أي شذوذ آخر كونه عملية تدمير تطال المجتمع بمركباته كلها ،وعلى مثقفينا ومجتمعنا أن يدرك هذا الأمر ويقف عنده نقطة ولو نقطة نظام أو نقطة تشكك ستوصل إلى الحقيقة .

Sunday, January 15, 2012

حين يكون الجنس خط أحمر... و الحديث عنه عار و خطيئة / الحلقة الأولى


كتبه : عبد الله ولد محمد عبد الرحمن
abdallahima@live.fr

هل تعلم أنه حسب إحصائيات موقع آلكسا العالمي لمعلومات الويب، يأتي موقع على الأقل إباحي ضمن أكثر عشرة مواقع تصفحا في موريتانيا ، في الأسبوع الماضي على مدى ثلاثة أيام يأتي موقع إباحي ضمن الأربع الاولى، وفي الأيام المتبقية لا يخرج إطار العشرة مواقع الأكثر تصفحا......


حين يبقى المثقف متفرجا فمن إذن في الميدان ؟!

الجنس إنه المصطلح المحذور والكلمة المحرمة والموضوع الذي لا يجوز الخوض فيه ولا حتى الوقوف على عتباته ،إنه الفساد والانحراف والوقاحة وقلة الاحترام أن تتحدث فيه أو تسأل فيه أو تستفسر عن شيء فيه ، الباب الذي لا يطرق والمساحة التي يجب تجنبها هكذا تعلمت لا من أبي وأمي فقط بل من مجتمعه بأسره بقمته وقاعدته بنخبته وخاصته ومثقفيه وعامته ، إنها ثقافتنا التي لا تحبذ كسر جدران صمت كثيرة ومثقفونا الذين لم نجد لهم نتيجة ولا فائدة أمام موجات المد هذه العاتية في المجالات كلها مثقفون يجرفهم أول تيار يصادفونه ويعبدون أول روتين يقعون فيه ، مثقفون لا يحترمون رسالتهم ولا الكلمة التي هم سادتها وأربابها ولا يحملون رسائل ضمائرهم فالكلمة التي يرونها محرمة يتركونها للتعفن والاندثار بداخلهم لا يحملون لها حبها ولا قداستها ولا يحملون لها روح تضحية ، فما فائدة المثقف حين يحرم ما حرم المجتمع ويحل ما أحله ، إن المثقف هو الذي يقف على مسافة من المجتمع وتفاعلاته ناظرا بموضوعية لأوضاعه وازنها بميزان العصر ليحفظ لها كيلها السليم في زمن تشابه فيه الغث والسمين  .
سلطة المجتمع...  التدمير الذاتي

إن الثقافة الجنسية  ما هي إلا وجه من تلك الأوجه التي يحبذ مثقفونا ومتابعو تطورات مجتمعنا من النواحي كلها تمزيقها بداخلهم وإهمالها وتجاهلها  ، وعدم إبرازها عجزا أو تكاسلا عن تحمل تبعات ذلك وإلا فأي مبرر يمكن أن يصيغه هؤلاء لإهمالهم هذا الجانب الذي يعتبر مرضا عضالا وعلة متحكمة صار تأثيرها باد للعيان وصار اختراقها لهذا الكيان الاجتماعي على رؤوس الأشهاد ، ماذا يبرر السكوت عنها و شريحة الشباب في هذا المجتمع  صارت تائهة بين فيلم الخليعة ومشهد العارية والعاري والممارسات الجنسية القذرة .بين الصديقة وصديقها والشاب وصديقه ، وما كان ينقص خدمات شركات الاتصال للاتصال المفتوح حيث صار الجنس يمارس من خلال التواصل على الهاتف بالكلمات النابية الخارجة عن الآداب والأخلاقيات العامة .
نعم ، نحن في مجتمع تقليدي ومحافظ وله أعرافه وتقاليده الرصينة والتي لطالما تميز بها بين المجتمعات كلها ،لكننا أيضا في عالم انفتحت فيه السماوات واختصرت المداءات واختزلت المسافات ولا يكفي فيه أن تكون محافظا وتقليديا بل لا بد أن يتشكل لديك جسم مناعي ضد أجسام غريبة ستهاجمك بأشكال شتى وما من سبيل للانعزال ولا للهروب وكل هروب أو محاولة له هي هروب إلى الأمام ، كما أن التجارب أثبتت أن المجتمعات الأشد محافظة هي التي تنتشر فيها الممارسات الانحرافية الأشد فظاعة .فمن السخافة بمكان أن تكون تقليدية المجتمع مبرر لعدم الوقوف على موضوع الجنس فيه .
أثبتت الفلسفة والفلاسفة وأسهبوا وأطنبوا في ما يسمى سلطة المجتمع إلا أنهم تحدثوا أيضا عن ما السلطة والقوة وتدميرهما الذاتي.إنها لمأساة حقا أن يكبر الشاب والشابة بعيدا كل البعد عن هذا الموضوع وكل حيثياته ، إلى أن يجد نفسه وفي لحظة معينة وهو في خضم عالم الجنس والشهوة غارقا حتى الأذنين واقع جديد ملزم بمعايشته و معاملته وهو جاهل تمام الجهل بكل مبادئ  هذا العالم الذي بالكاد يمكن لملم به أن يجد وسيلة يعامله بها بشكل امثل ، ما إن يدخل سن المراهقة بمتطلباتها حتى يجد نفسه في عالم مدجج بالإغراءات والنزوات في بحر متلاطم الأمواج من الصراعات الداخلية والخارجية التي يحكمها الهوى والرغبات الجامحة والنزعات الجنسية وهي من غير طوق نجاة ، وسيظل ذلك الجدار الذي أقامه المجتمع بينه هو و الجنس عصيا على الاختراق فسوف لن يستطيع أن يسأل أو يستفسر وسيكتفي بالتخمين والاجتهاد وفي أحسن الحالات سيسأل صديقا لا يفوقه بشيء فعلى الأقل سيتقاسمان همومهما وأسئلتهما التي سيكونان مضطران للإجابة عليها هما نفسيهما ،وهو في فترة الثورة الجنسية هذه ليس لديه متسع من الوقت لينتظر ويتريث وسرعان ما يجد نفسه عرضة للاستخدام فتستعبده الصوت والصورة فهما أسرع جواب سيجده ومن هذه النقطة ينحدر إلى أخرى إلي أن ينتهي به المطاف بين أشد براثين الممارسات الجنسية سوء وحقارة .

أمام الإباحية العابرة في العالم الرقمي، أين بر الأمان ؟

إننا في عالم تحكمه الصورة وليست فقط الصورة بل الصورة المعقلنة والموجهة والمسيرة في صراع كوني يبدو مفروضا فرضا ولا أحد بإمكانه أن يعتزله فللحفاظ على الأسس الثقافية وصيانة الهوية الحضارية والفكرية كلها أمور تستوجب التفاعل المتأني والمتعقل لكل ما يرى ويسمع ، في هذا العصر الإعلامي عصر الفضاء اللامحدود فإن المنتج الإعلامي ليس مجرد منتج إعلامي بل هو منتج له ما قبله وله ما بعده وما يترتب عليه ، والمتابع للإنتاج الإباحي من الأفلام والمسلسلات واللقطات تصادفه أرقام مذهلة فسنويا إنتاج هذه الأفلام يبلغ الملايين ، والقنوات الإباحية في العالم بالمئات ، وصفحات الانترنت تفيد الإحصائيات بأنه مقابل حوالي  كل 5 صفحات ويب  صفحة للجنس ، وصور العري والإغراء والإثارة ،إن ما يفرضه هذا المجتمع من صمت عن موضوع الجنس يجعل كل أجيالا كثيرة تسقط عبادا للصور الإباحية و صور العراة ومشاهد الجنس العاري من كل رتوش إن الصمت ليس دواء بل فقط يتيح تفاقم الداء في  زمن الثورة الإعلامية هذه والفضاءات المفتوحة حيث السيل الجارف من الإعلام الموجه ،وللإعلام اليوم الكلمة العليا وهو مشاريع بناء تماما كما هو مشاريع هدم ، ولا شيء اشد من الجنس معولا هداما حين يهمل كثقافة ، ولا أسهل للهدم من مجتمع يهمله ولا يقبل الحديث فيه إطلاقا حيث يبقى الجميع حبيس حالة احتقان لن تنفرج إلا عن انفجار قادرة الأفلام الإباحية على استيعابه .
إن الذي يدخل مرحلة المراهقة وتبدأ تهاجمه كل تلك الأسئلة حول الجنس في عالم جديد يدخله ، فلا يجد من يلقي له بالا ولا من  يجرؤه على السؤال  فلا يجد ملجئا غير صور الخليعة  والعالم الموجه المستعد لالتهام الحيارى والمرتبكين ،وسوف لن يجد فرصة ليفكر في ما يراه ولا طبيعته وسوف لن يهمه إلا أن ينتقم من كل ذلك التجاهل حين سأل والكبت الذي كابده وهو تتقاذفه الأسئلة التي ما من سبيل ليحصل على إجابة عليها وهي أسئلة مشروعة وكان من المفترض أن تقدم له أجوبتها قبل أن يسأل ، أمام تلك المشاهد سوف لن يحكم عقلا ولن يردعه دين ولا شرع فهي لحظة تحكمها النزوة والشهوة والرغبة الجامحة إنها لحظة تنفجر فيها الغريزة في عالم من الكبت ، وما يبعث على اليأس والخوف هو أن تلك السرية التي كبر هذا المراهق عليها وهي تحيط جنبات هذا الموضوع سترافقه هو ولكن هذه المرة بشكل أفظع وأبشع ، فسيدمن كل أنواع الشذوذ كيف لا وثقافته الجنسية هي وليدة أفلام الإباحية ، كيف لا وهي تربية مشاهد الإغراء والإثارة في هذا المجال كيف لا وهو خطا أول خطواته في هذا العالم الجديد مع مشاهد البور نو و الخليعة وهكذا إلى أن يتدمر جسديا وعقليا وبدنيا فيصبح عبد الصورة والمشهد وما انتشار النظارات الطبية في فئة المراهقين والمراهقات إلا صورة من تجليات ذلك الإدمان ، يتحول هذا الكائن إلى حطام بقايا إنسان عالة على مجتمعة ووسطه ، وهكذا دواليك يظل الجهل بالثقافة الجنسية ينخر كيان هذا المجتمع من داخلة ملتهما أجياله تاركه شكلا عظيما بمضمون مريض معتل صورة مقدسة لكنها فارغة من المعنى وهنا تكمن خطورة هذا الأمر كونه في سرية تامة يدمر ويحطم وينحرف بالمجتمع بأسره عن المسار السليم واقعا في ويلات الجنس والممارسة العبثية القذرة إنه السوس.

المجتمع الساكت عن الجنس هو الأكثر عرضة لمخاطره 


قريبا...على المدونة

سلسلة حول الربيع العربي ...و كيف سيحكيه التاريخ

مواضيع تحليلية حول الانتخابات الفرنسية المرتقبة

الساحة السياسية الموريتانية الداخلية و الخارجية قراءات تحليلية، و أفق و إمكانية قيام هبة شعبية في موريتانيا يتحدث الجميع عنها 
ثم سلسلة من الصور الفوتوغرافية

Saturday, January 14, 2012

أزمات تخنق ... سيد الإليزيه


منذ بداية العام الماضي و بعد حادثة وزيرة الخارجية الفرنسية الشهيرة مع الثورة التونسية و التي أطاحت بها ليحل محلها  آلن جوبيه، والسياسة الفرنسية الخارجية تشهد حراكا و حضورا ليس بالضرورة إيجابيا و لكنها تحشر نفسها فى كل شاردة و واردة، وبدت سياسة من حيث هي متناسبة مع حركات ساركوزى، و حركات رأسه أثناء لقاءه كلماته.
كان قدوم أوباما للسلطة و سياسته الخارجية المختلفة ولو قليلا عن سابقه و رحيل بلير، و فترة الفتور و التعب و الانحطاط التى شهدتها سياسة البلدين لخارجية (آمريكا و ابريطانيا) فى ظل الخسارة و الارتباك من العراق، و اللإحصائيات القادمة في أفغانستان و الغير مشجعة و الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية داخل البلدين، كلها أمور جعلت الخليفتين (أوباما و جوردان براون ) ينهجان سياسة خارجية تعتمد التغاضي الإنتظار فى أحيان كثيرة، كان فى هذه اللحطة لا بد من بديل، و لم يكن حينها ليكون غير المراهن السياسي ساركوزى و الذى كان متحمسا أنذاك و لكن على غير هدى، فشكلت خطوة تعيين جولة بالنسبة له فرصة إنقاذ حقيقية . جولة كان مرحلة حاسمة فى فترة ساركوزى و طوق النجاة الذى سهر على ضبط تصرفات المراهق و عقلنتها.
ساركوزى و الوجوه السياسية المتعددة و المتملق الأول بدأ راقصا على مسارح الخطابات و الكلمات فأثار ثائره مكون رسمي و كبير لفرنسا المهاجرين، كان الواقع أقوى من خطابات و شعارات ساركوزى، ثم مراهقته السياسية ما كانت لتدعوه ليفكر أنه فى وقت تختار فيه أمريكا و أبريطانيا التأخر قليلا عن المشهد، ليقل ما إن كانت فرنسا فى استعداد تام لحمل المسؤولية و لعب الدور. سيد الاليزيه لم يكن يوما أكثر من ظاهرة صوتية تفتقد أي انجاز على أرض الواقع.
فرنسا سعيها لسد الفراغ و لعب دور المبادر فى التفاعلات الإستراتيجية، كان ساركوزى ينتقل بين العواصم ثم أخذ صوتية اللواء فإذا به حاشر بنفسه فى كل شاردة و واردة، ففرنسا حضرت فى ليبيا مخلصا و داعية حقوق و حرية و نصر شعوب مظلومة، ثم ها هي تحضر فى سورية، و فى كل منطقة منددة و مؤيدة أحيانا و طالبة استفسارا و توضيحا و كأن شرطي العالم تقاعد مسلما الدواء لفرنسا، إلى أن المشكلة أن فرنسا و رغم كل شيء لا تمتلك المقومات الكافية لا اقتصاديا و لا عسكريا و لا سياسيا .
و الأزمة الاقتصادية الأوروبية كانت هي الأخرى سؤالا ملحا و عسيرا كان من الضروري أن يجد له زعيم أوروبا الجديد و العائد بها للريادة جوابا، إلا أن واقع ساركوزي كان أقل بكثير من أحلامه أو على الأصح هرطقاته، و لم تكن ميركل امرأة ألمانيا بكافية لإنقاذ أوروبا و يوروها، ففرنسا و على أثر الأزمة تتخبط الآن في فوضى اقتصادية تحكمها البطالة و المعاناة و القلق و الارتباك. أشهر فقط تفصل ساركوزي عن الانتخابات لكن ما لا يعلمه قصير اوروبا و لا أميرته البيزنطية الفنانة الحالمة ، هو أن الأحلام و المكر لا يستطيعان حكم العالم و لا قيادة الأمم خصوصا العريقة منها و التي لا يزال منتصبا فيها تمثال ديغول بخطوته الطويلة و قامته الفارعة. ورغم فعل قضية دومينيك ستروسكان و الضبابية التي تشهدها الساحة الفرنسية ، فلا أعتقد أن مسألة انعدام البديل  وحدها كافية ليجدد الفرنسيون ثقتهم في خطابات فارغة من حالم متهور.

عبد الله ولد محمد عبد الرحمن
كاتب موريتاني

Thursday, January 12, 2012

أنا...وسيدة تحب السيطرة



قد أحبكِ أيتها الشقراءْ
قد تجمعنا حتمية لقاء ما
وأنتِ تحسبين أنكِِ قدر وقضاءْ
ولكن تأكدي ، فما بهرج الغرفة ليغريني
وما ذاتي لتضيع في وهج الأضواء ْ
مُبهِرة ملامحكِ
وستائرك طرَّزها الإغراء
جميلة معالم مدينتكِ يا جميلتي
وكيف تخْطِين تخترقين ضباب المسافات
تختطفين التأمل من أمام الحائرين
تكتسحين الفضاءات
تسحقين سيدتنا الدواره
تظهرينها كرة أضواء ،في  مرقص ليلي
رغم ما تحت البريق من مراره
نعم تسحقين
واسمحي لي خشونة العباره
جميلة أو هكذا تبدين
و أرجو أن تتفهمي شكي
فأنتِ يا سيدتي بحر يصعب فيه اليقين
جميلة الصالاتُ والحاناتُ والحريات ُ
والسماوات المفتوحاتُ
جميل كيف تتحاور الحضارات ُ، كيف تتلاقى الثقافاتُ
صدقيني ، وأجمل من كل ذاك الشعاراتُ
نقدر الجمال في كل الأشياءْ
هكذا علمني أبي
لسنا نقدره فقط في النساءْ
إلا أنك ِ تحبين السيطره
وأنا مشكلتي أن لي خصوصيتي
فاحترمي يا سيدتي هويتي
قد احترم عجائبكِ لحدود الانحناء
لكن تذكري دوما عزيزتي  
أني رضعتُ ثدي الصحراءْ
وأن الكرم والزيتون والنخيل أشجار مزرعتي
وأن في كل شيء تتبجحين به الآن كانت بصمتي    
إني هناك، بين الخليج والمحيط
مضروبة أركان خيمتي
تتشكل ذاتي صرحا يعانق السماءْ

عماده ثقافتي وحضارتي
وإن شئتِ ، وهكذا بلغتكِ
إني ابن أبي، إني عربي
فاعذريني يا سيدتي
إني من أختار كيف تكون عولمتي


Saturday, January 7, 2012

بــــــــــــــــــــوابة العالم للسياحة و التسويق السياحي في موريتانيا و علاقتها بالموساد الإسرائيلي


هندامك جميل 
مظهرك جميل 
تهتم بالسياحة و التسويق
اتصل على الرقم ، 


إعلان بلغة رديئة و صياغة لا مبالية اذكر جيدا حين أخذني إليه صديق لي و سألني عن مدى جديته، فرددت لو أن بوابة العالم هذه شركة كبيرة و مهمة ما كان إعلانها بهذه الدرجة من الإزدراء، و لكان هنالك حضور لاعلاناتها في اماكن أخرى غير جدران الجامعة الرمادية حيث تنتشر تلك الورقة بشكل فظيع، كان ذلك حوالي عام 2008 ثم عام بعد ذلك لاحظت الإعلان و صادف أن التقيت رجلين يقومان بإلصاقه كان رجلا مشرقيا يتحدث لغة أقرب للشامية طويل الشعر و مثبتا شعره إلى الخلف مع شاب أسمر زنجي اللكنة، حاولت الإستفسار منه عن الشركة فاكتفى بالطلب مني أن اتصل بالرقم الظاهر في الورقة . لم أعر الأمر أهمية و لكن لعلاقتي بالصحافة أنذاك مع أني كنت أمارسها أساسا من خلال مراسلة مؤسسا ت اعلامية دولية و على صفحاتي الخاصة، إلا أن صديقين أو ثلاثة سألوني مشككين في الأمر. رددت عليهم أن تلك الشركة لم افهم أمرها، فهي تعمل في مجال السياحة و عالمية على حد قول الاعلان و مع ذلك لا ترى لها لا إعلانا و لا نشاطا غير ذلك في تلك الورقة . وضعت اسمها على لائحة بالمواضيع التي سأعمل عليها لاحقا كنت دائما أعدها حتى يتسنى لي الوقت أفكار مسرحيات مواضيع مقالات و غير ذلك المهم وضعت اسمها على نية البحث عنها و كشف كل حقيقة امرها المحيرة.


أثناء عملية بحثي اتصلت باشخاص أعرفهم من ناشطين و ذوي مال و صلات بجهات السياحة فلم يعرفها أي منهم  قم فجأة أوقفني شاب بربطة عنق معه شابة ذات يوم بالقرب من ملتقى طرق سيتى سمار . وقدم نفسه كمندوب للشركة هذه ، فرحت للأمر جدا.............


انتظروا بقية قصتي مع بوابة العالم  في حلقات قادمة 







أميـــــــــــر قطر، زيارة خاطفة

في زيارة خاطفة و عاجلة وصل أمير قطر زوال الخميس ليغادر مساء نفس اليوم في زيارة كانت خاطفة أكثر من ان يستوعب سياقها و لا اهدافها، فجأة و أمام كومة من الاتفاقيات و التعهدات كانت مرصوصة جلس بعض المسؤولين من الجانبين يوقعون و يتبادلون ، و هو أمر ما كان ليستدعي أصلا زيارة بهذه الدرجة من السرعة لأمير قطر,
كان الحدث يشي و بوضوح بتوتر و برودة تمر بها العلاقة بين البلدين اكبر من أن يتم تغطيتها بإزار الأمير الذي انجر فقط لساعات على ارض موريتانيا في زيارة لم ترق لمستوى زيارة دولة. هذا التوتر لا يعدم الأسباب التي قد يرجع إليها من تأييد السيد ولد عبد العزيزي للقذافي حتى اللحظة الأخيرة و لتصرفاته الأخيرة بخصوص الثورات العربية التي كانت قطر أو سعت جاهدة لتكون عرابها العربي ، بقناتها الجزيرة التي قادت إعلام الثورة و كانت حتى طرفا في صناعتها خدمة لقطر أو للمبدأ أو للرسالة أيا كان منهما.
تعليق وزير خارجيتنا الفاتر البائس المرتبك السخيف ،" ليست فيه خلافات كبيرة بيننا نحن و قطر.........." كان حتى لا يرقى لمستوى التصريحات المسؤولة فكيف بالديبلوماسية، أضف لذلك محاولة سفير قطر السيد المري الذي أراد من خلاله التغطية على توتر واضح يطبع العلاقة بين البلدين. فزيارة الأمير هذه و التي كانت مقررة من حوالي خمسة اشهر جاءت إما استجابة للالحاح و الحاح قوي ايضا من الدولة الموريتانية فأداها امير قطر بغير قناعة و مجاملة، و إما أن قطر أرادت من خلالها استغلال و ضع ما لتفتح الباب لتأويلات قد تخدم سياستها القائدة حاليا فعلا وفعليا لانشطة و سياسة جامعة الدول العربية أما تهرب خليجي وا ضح و انشغال تام من الدول العربية الاخرى إما في الثورة أو في ما بعدها أو في السبل الكفيلة بتحاشيها.
و الحقيقة أن هنالك توتر يطبع علاقتنا بقطر و هو بالتأكيد ليس في صالح البلدين و الأجدى التوجه بشكل جدي لتجاوزه و العمل على إرجاع مياه القطرين إلى مجاريها.

Tuesday, January 3, 2012

مشــــــــــــــروع مرسوم وزاري مرتقب .......حول المنح

 
بعدما نشرت بعض الوسائل المحلية خبر الحصول على خبر مفاده أن مشروع مرسوم وزاري يعرض قريبا على مجلس الوزراء سيصدر بخصوص منح الطلاب في موريتانيا و الخارج، تأكد لي من معني بالشأن أن المشروع ربما يعرض على المجلس في اجتماعه القادم ـ و يتضمن زيادة المنحة بمبلغ 3500 أوقية وتعميم المنحة على كلية الطب ، و زياردات في صيغة علاوات  على منح طلاب الماستر  في الخارج و سنة رابعة كلية الطب ، و حصة النساء ستزيد من 2،5 في المائة إلى 5 في المائة.

Monday, January 2, 2012

الأخبــــــــــــــــار إنفو ... حيـــــــــــن توضح


هذا اليوم و أنا أعمل على إعداد تقرير حول قضية مصطفى ولد الإمام الشافعي ، وقعت عيني على مقال كتبه السيد: أحمد عيسى ولد يسلم بعنوان : رسالة إلى مصطفى ولد الإمام الشافعي ،في موقع اخبار انفو، قرأت المقال حتى نهايته و أنا أبحث عن بعض معلومات دقيقة حول القضية، المهم اتفقت مع المقال أم اختلفت أم تقاطعت معه في بعض الأحيان، فهو رأي و لكل ذي رأي الحق في التعبير عنه، و لكن ما فاجأني بل و دعاني للابتسام ثم للضحك أحيانا و أنا أسترسل في القراءة ، هو ما عنونته الاخبار ب (توضيخ ) مع نجمة و بخط أحمر عريض، و كأن كاتبها كتبها وهو محاصر بثنائية الخوف و الطمع، كنت أفهم الاخبار حين ترد حول قضية طلب الكاتب من وسائل الإعلام الكف عن وصف الرجل بالمعارض البارز و رجل الأعمال البارز، معربة عن رأيها في الأمر و مبررة إن كان لابد لها أن ترد، ولكن أن يقول الكاتب هو ليس معارض موريتاني و تقول الوكالة هذه هو معارض موريتاني لم يطرأ شيء فذاك رأي الوكالة و كان عليها أن تحتفظ به إلى سياقه، هذه واحدة وبسيطة ، و لكن أن يأتي توضيح الوكالة في صيغة الرد على رأي كاتب فتخوض في قضية الجنسية و هي غير موجهة لها على التحديد و تخوض في قوانينها و كأنها مديرة مكتب المعني، و أن تضيف إلى ذلك إلى ذلك "الحكمة" : موريتانيا هوية قبل أن تكون أوراقا تمنح حسب الولاء السياسي أو تحجب.. و يرد كل ذلك في سياق رد و تحت موضوع الكاتب و كأنها تريد تبرئة نفسها كل مرة من ذنب لا يوجد إلى في هواجسها هو الأمر الذي لا أفهمه ، ربما كان من الأولى أن لا تنشر الموضوع أصلا و تتحمل ما قد يترتب على ذلك من خسائر مادية و معنوية أو تجني ما يمكن أن يجنى منه بطرق أخرى بعيدا عن التوضيح هذا ، و الذي أقرأه كمحاولة لتفحيم الكاتب أو الرد عليه ، باختصار بدت الاخبار انفو ك " عزبة لبحر" أم للأمر سياق آخر أو منحى آخر لكنه أكيد "ليس على الطريق"
ماذا لو لم توضحي مثلا ، و تركت للرجل رأيه و أورت رأيك كماما كما أورد هو  رأيه ليس في صيغة توضيح في ذيل الصفحة، أو اكتفيت بنشر رد على رسالة إلى مصطفى ولد الإمام الشافعي................عفوا ولكن هل في المدينة إعلام (سلام)

Sunday, January 1, 2012

و مضى العـــــــــــام خلف ضباب النهاية (1-1-2012)

فقط ليلة البارحة قبل ساعات من الآن، غادر عام 2011 رحل جمع كل أغراضه و مذكراته و أشيائه، حاول أن لا يترك أي شيء لكنه لم يعلم الراحل المسكين أنه لم يأخذ معه أي شيء فهو لا يزال هنا في كل شيء في الأخداث في الأخبار في الذكريات في كل شيء ، ربما الفرق فقط أنه كان يتحدث عنه بصيغة الحاضر و الآن يتحدث عنه بصيغة الغائب و الماضي، رحل عام الثورة و الربيع و عام تهاوي جذوع العرب الخاوية على عروشها، و تهاوي الأقنعة. رحل العام ربما ليسكن بطون الكتب و ليستوطن و يتوطن معطيات أرقام التاريخ ، لأن احداثا فاصلة و تاريخية حملته و حملها. و هو يمضي يمشي في خطوات متثاقلة يحمل حقائبه و أشيائه حوله يختفي في ضباب النهاية، يمضي في مسار الماضي و التاريخ يلتفت من مرة لأخرى و العالم كله ينظر إليه مختلط المشاعر هل يبكي على رحيله و يسأله البقاء لأن الفراق صعب دائما ، هل يقول له في شماته : إلى غير رجعة؟ هل يتأمل سنة الحضور و الغياب و المقام و الرحيل، و و يتأمل سنة التحول و التعاقب، بين متأمل و حزين و متفائل  و سعيد وغير مبال مضى العام ، فالحقيقة الثابتة الوحيدة أن ساعة رحيلة حلت و لا مجال لتأخير موعد الرحلة و لا لتغيير قطارها و لا رقم رحلتها، لم يبق إلا المضي . كان يده من مرة لاخرى تلوح . لا أدري و أحب أن أعرف شعور و هو يمضي ، هل أدمعت عيناه في صمت؟ هل تألم ؟ هل كان سعيدا ؟ أم 

أنه هو الآخر يفهم أن النهاية و الرحيل سنة و قانون كوني. و على الجميع الخضوع له.
ما إن اختفى في ضباب النهاية حتى انطلقت الاضواء و الألعاب النارية و الصراخ و الأغاني ، ترى و صدى كل ذلك يصل إليه ، هل ينعت الإنسان بالعجل بالجهل، ويقول : انتم سطحيون لقد فرحتم لي تماما كما فرحتم له و كان مني ما كان، أم يعجب لقدرة الإنسان على اقتناص لحظات سعادة دايما ، رغم ساعات العسر المتكررة؟ لم يعرف إن كانت تلك الأضواء لتوديعه و لتشييعه فرحا به ، أم فرحا بنهايته . المهم أنه رحل ، و اختفى هذا الرقم 2011 من التقويم و إلى الأبد إلا في سياق ماض، و الآن جاء رقم جديد سيعتاده العالم 2012 و يكرره دائما إلى أن يجمع هو الآخر أشياءه أو نجمع نحن حقائبنا قبله.