Friday, May 27, 2016

قاسم الجمال المشترك حداد المعنى


خرج من ورشة أمله محملا بأشياء مختبرات إبداعه ، نزل ليس ضيفا على أحد كالكلمة في هيبتها كالنسق كالنص المذهل كالقصيدة حين جلس،  دخل مقتحما عزلة الملكات  موقظا كل ما فيها من فراشات يفتش عن الساحرة التي أيقظته و التي سكنت جنبات قصيدته ، ساحرة ما كانت جرحا  و لا خنجرا كانت فقط في كل شيء في الفنجان، على الجدار ترتسم في المدى ، هناك حيث  قلب الحب  و حيث الكلمات انتماءات و المعاني شظايا و حيث الشاعر يمشي محفورا بوعول الحزن التي تكابد الأمل، فتنقده أحيانا، تهده لتبنيه.
طبيب يعالج المسافة مستأنسا بأخبار مجنون ليلى و طرفة بن الوردة، فنان يلون المستحيل ازرقا، مهندس يصحح الأشكال، صياد ينال الغزالة يوم الأحد، و على قبر الصورة سلام.
كلماته سماء عليلة تفوح منها رائحة الأرض و رائحة الخبز مسكونة بفتنة السؤال،
أخرج رأس الحسين من المدن الخائنة ، بجواشنه منع الدم الثاني، و لولا أمله كانت القيامة. 
لا يكون له سيد إلا الفحم و لا معبودة إلا القصيدة. القصيدة ذات النهايات التي تنأى.
قاسم الجمال المشترك ، حداد المعنى ، قاسم حداد.
فلماذا يا ذاتي الغبية لا تصدقي أنه هو الذي جلست إليه ذات مساء ماطر في قلب ليون و هو الذي اخترقتك كلماته كما يخترق  نهر الرون الجنوب الفرنسي محملا بكاريزما باريس و كلمات بالزاك و أفكار فولتير و ألحان بياف  وصور كلود موني و على جنباته إمتدادات الألب الشاهقة؟ لماذا لا تصدقي أنه هو الذي حديثه عن محرقه رد إليك الأمل في بناء الهوية الإفريقية و أنت في عمق مومباسا المسكونة بالحلم الإفريقي المنتظر و الألم الإفريقي المعاش.